4ـ هل المسخ کان جسمانیاً أو روحانیاً؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
3ـ هل أنّ کلا الفریقین عوقبوا بعقاب واحد؟ 5ـ المخالفة تحت غطاء الحیلة الشّرعیة

«المسخ» أو بتعبیر آخر «تغییر الشکل الإنسانی إلى الصورة الحیوانیة» ومن المسلّم أنّه حدثٌ على خلاف العادة والطبیعة.

على أنّه قد شوهدت حالات جزئیة من (موتاسیون) والقفزة، وتغییر الشکل والصورة فی الحیوانات إلى أشکال وصور اُخرى، وقد شکّلت أسُس فرضیة التکامل فی العلوم الطبیعیة الحاضرة.

ولکنّ الموارد التی شوهدت فیها الـ «موتاسیون» والقفزة إنّما هی فی صفات الحیوانات الجزئیة، لا الصفات الکلیّة، یعنی أنّه لم یشاهَد إلى الآن نوعاً من أنواع الحیوان تغیّر على أثر الـ «موتاسیون» إلى نوع آخر، بل یمکن أن تتغیر خصوصیات معینة من الحیوان، ناهیک عن أنّ هذه التغییرات إنّما تظهر فی الأجیال التی توجد فی المستقبل، لا أن یحصل هذا التغییر المفاجئ فی الحیوان الذی یعیش بصورت طبیعیة.

وعلى هذا الأساس، یکون تغیر صورة إنسان أو حیوان إلى صورة نوع آخر أمراً خارقاً للعادة.

ولکن تقدم أنّ هناک اُموراً تحدث على خلاف العادة والطبیعة، وهذه الاُمور ربّما تقع فی صورة المعاجز التی یأتی بها الأنبیاء، وأحیاناً تکون فی صورة الأعمال الخارقة للعادة التی تصدر من بعض الأشخاص، وإن لم یکونوا أنبیاء (وهی تختلف عن معاجز الأنبیاء طبعاً).

وبناء على هذا، وبعد القبول بإمکان وقوع المعاجز وخوارق العادة، لا مانع من مسخ صورة إنسان إلى مخلوق آخر. ولا یکون ذلک مستحیلا تأباه العقول.

ووجود مثل هذه الخوارق للعادة ـ کما قلنا فی مبحث إعجاز الأنبیاء ـ لا هو استثناء وخرق لقانون العلیة، ولا هو خلاف العقل، بل هو مجرّد کسر قضیة «عادیّة طبیعیّة» فی مثل هذه الموارد، ولها نظائر رأیناها فی الأشخاص غیر العادیین (1) .

بناء على هذا لا مانع من قبول «المسخ» على ما هو علیه فی معناه الظاهری الوارد فی الآیة الحاضرة وبعض الآیات القرآنیة الأخرى، وأکثر المفسّرین قبلوا هذا التّفسیر أیضاً.

ولکن بعض المفسّرین ـ وهم الأقلیّة ـ قالوا: إنّ المسخ هو «المسخ الروحانی» والإنقلاب فی الصفات الأخلاقیة، بمعنى ظهور صفات مثل صفات القرود أو الخنازیر فی الطغاة والمتعنتین، مثل الإقبال على التقلید الأعمى والتوجه الشدید إلى البطنة والشهوة، التی هی صفات بارزة لهذین الحیوانین. وهذا الاحتمال نقل عن أحد المفسّرین القدامى وهو مجاهد.

وما أخذه البعض على مسألة المسخ، وأنّه خلاف التکامل، وأنّه یوجب العودة والرجوع والتقهقر فی الخلقة غیر صحیح، لأنّ قانون التکامل یرتبط بالذین یسیرون فی طریق التکامل، لا اُولئک الذین انحرفوا عن مسیرة التکامل، وخرجوا عن دائره هذا القانون.

فعلى سبیل المثال: الإنسان السلیم ینمو نمواً منتظماً فی أعوام الطفولة، ولکنّه إذا حصلت فی وجوده بعض النقائص، فیمکن أن لا یتوقف الرشد والنمو فحسب، بل یتقهقر ویفقد نموه الفکری والجسمانی تدریجاً.

ولکن یجب الإنتباه على کل حال إلى أنّ المسخ والتبدل والتحول الجسمانی یتناسب مع الأعمال التی قام بها الشخص، یعنی أنّ بعض العصاة یسلکون سبیل الطغیان تحت ضغط من دوافع الهوى والشهوة، وجماعة اُخرى تتلوث حیاتهم بأدران الذنوب أثر التقلید الأعمى، ولهذا یظهر المسخ فی کل فریق من هذه الفرق بصورة متناسبة مع کیفیة أعمالهم.

على أنّه قد جرى الحدیث فی الآیات الحاضرة فقط عن «القردة» ولم یجرِ أی حدیث عن «الخنازیر» ولکن فی الآیة 60 من سورة المائدة یدور الحدیث حول جماعة مسخ بعضهم فی صورتین (بعض قردة وبعض خنازیر) وهذه الآیة حسبما قال بعض المفسّرین: نزلت حول أصحاب السبت، فالکبار منهم الذین اطاعوا أمر الشهوة والبطن مسخوا خنازیر، والشباب المقلد لهم تقلیداً أعمى وکانوا یشکلون الأکثریة مسخوا قردة.

ولکن على کل حال یجب الإلتفات إلى أنّ الممسوخین ـ حسب الرّوایات ـ بقوا على هذه الحالة عدة أیّام ثمّ هلکوا، ولم یتولد منهم نسل أبداً.


1. لقد جمع أحد الکتّاب المعاصرین نماذج کثیرة ـ من مصادر موثوقة ـ لأشخاص من البشر أو حیوانات استثنائیة، ملفتة للنظر ومثیرة للعجب، ومن جملة ذلک: إنسان یستطیع قراءة السطور بأصابعه، أو امرأة وضعت مرتین فی خلال شهرین، وفی کل مرة ولدت ولداً، أو طفلا کان قلبه خارج صدره، أو امرأة لم تکن تعرف أنّها حامل حتى لحظة وضعها لولیدها، وما شابه ذلک.
3ـ هل أنّ کلا الفریقین عوقبوا بعقاب واحد؟ 5ـ المخالفة تحت غطاء الحیلة الشّرعیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma