3ـ ما هو المراد من تجلّی الله؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
2ـ هل یمکن رؤیة الله أساساً؟ 4ـ مم تاب موسى (علیه السلام)؟

لقد وقع کلام کثیر بین المفسّرین فی هذا الصعید، ولکن ما یبدو للنظر من مجموع الآیات أنّ الله أظهر إشعاعة من أحد مخلوقاته على الجبل (وتجلّی آثاره بمنزلة تجلیه نفسه) ولکن ماذا کان ذلک المخلوق؟ هل کان إحدى الآیات الإلهیّة العظمیة التی بقیت مجهولة لنا إلى الآن، أو أنّه نموذج من قوة الذرَّة العظیمة، أو الأمواج الغامضة العظیمة التأثیر والدفع، أو الصاعقة العظیمة الموحشة التی ضربت الجبل وأوجدت برقاً خاطفاً للأبصار وصوتاً مهیباً رهیباً وقوّة عظیمة جداً، بحیث حطّمت الجبل ودکّته دکّ (1)؟!

وکأنّ الله تعالى أراد أن یُرِىَ ـ بهذا العمل ـ شیئین لموسى (علیه السلام) وبنی إسرائیل:

الأوّل: أنّهم غیر قادرین على رؤیة ظاهرة جد صغیرة من الظواهر الکونیة العظیمة، ومع ذلک کیف یطلبون رؤیة الله الخالق.

الثانی: کما أنّ هذه الآیة الإلهیّة العظیمة مع أنّها مخلوق من المخلوقات لا أکثر، لیست قابله للرؤیة بذاتها، بل المرئی هو آثارها، أی الرجة العظیمة، والمسموع هو صوتها المهیب، أمّا أصل هذه الأشیاء أی تلک الأمواج الغامضة أو القوة العظیمة فلا هی ترى بالعَین، ولا هی قابلة للإدراک بواسطة الحواس الاُخرى، ومع ذلک هل یستطیع أحد أن یشک فی وجود مثل هذه الآیة، ویقول: حیث إنّنا لا نرى ذاتها، بل ندرک فقط آثارها فلا یمکن أن نؤمن بها.

فإذا یصح الحکم هذا حول مخلوق من المخلوقات، فکیف یصح أن یقال عن الله تعالى: بما أنّه غیر قابل للرؤیة، إذن لا یمکننا الإیمان به، مع أنّه ملأت آثاره کل مکان؟

وهناک احتمال آخر فی تفسیر هذه الآیة وهو أنّ موسى (علیه السلام) طلب لنفسه هذا المطلب حقیقة، ولکن لم یکن مقصوده مشاهدته بالعین التی تستلزم جسمانیته تعالى، وتنافی نبوة موسى (علیه السلام)، بل المقصود هو نوع من الإدراک الباطنی والمشاهدة الباطنیة، نوع من الشهود الکامل الروحیّ والفکری، لأنّه کثیراً ما تستعمل الرؤیة فی هذا المعنى مثلما نقول: «أنا أرى فی نفسی قدرةً على القیام بهذا العمل» فی حین أنّ القدرة لیست شیئاً قابلا للرؤیة، بل المقصود هو أنّنی أجد هذه الحالة فی نفسی بوضوح.

کان موسى (علیه السلام) یرید أن یصل إلى هذه المرحلة من الشهود والمعرفة، فی حین أنّ الوصول إلى هذه المرحلة لم یکن ممکناً فی الدنیا، وإن کان ممکناً فی عالم الآخرة الذی هو عالم الشهود.

ولکن الله تعالى أجاب موسى (علیه السلام) قائلا: إنّ مثل هذه الرؤیة غیر ممکنة لک، ولإثبات هذا المطلب تجلّى للجبل، فتحطَّم الجبل وتلاشى، وبالتالی تاب موسى من هذا الطلب. (2)

ولکن هذا التّفسیر مخالف لظاهر الآیة المبحوثة هنا، ویتطلب ارتکاب التجوّز من جهات عدیدة (3) هذا مضافاً إلى أنّه ینافی بعض الرّوایات الواردة فی تفسیر الآیة أیضاً، فالحق هو التّفسیر الأول.


1. «الصاعقة» عبارة عن التبادل الکهربائی بین قطع الغیوم والکرة الأرضیة، فالسحب ذات الکهربیة الموجبة عندما تقترب إلى الأرض ذات الکهربیة السلبیة تندلع شرارة من بینهما یعنی السطح المجاور من الکرة الأرضیة، وهی خطرة مدمرة فی الغالب، ولکن البرق والرعد ینشآن من التبادل الکهربائی بین قطعتین من السحاب أحدهما موجب، والآخر سلبی، وحیث إنّهما یحدثان فی السماء لذلک لا یشکلان خطراً فی العادة إلاّ للطائرات. والسفن الفضائیة.
2. ملخص من تفسیر المیزان، ج 8، ص 237 فما بعد.
3. فهو مخالف لمفهوم الرؤیة، ولإطلاق جملة ( لن ترانی) وجملة ( أتهلکنا بما فعل السفهاء منّا ).
هذا بغض النظر عن أن طلب الشهود الباطنی لیس أمراً سیئاً لیتوب منه موسى، فقد طلب إبراهیم من الله مثل هذا المطلب فی مجال المعاد أیضاً ولبى الله طلبه. ولو أن الجواب فی مجال الشهود الباطنی لله بالنفی لما کان دلیلا على المؤاخذة والعقاب.
2ـ هل یمکن رؤیة الله أساساً؟ 4ـ مم تاب موسى (علیه السلام)؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma