إنّ الآیة الحاضرة وإن کانت ناظرة إلى وضع الأقوام الغابرة، ولکنّه من المسلّم أنّ مفهومها مفهوم واسع وعام ودائم، ولا تنحصر فی شعب معین أو قوم خاص، فإنّها سنة إلهیة أن یبتلى غیر المؤمنین، والمتورطین فی المعاصی والذنوب بأنواع مختلفة ومتنوعة من البلایا فی هذه الدنیا، فربّما ینزل علیهم البلاء السماوی والأرضی، وربّما تشتعل نیران الحروب العالمیة أو المحلیة فتبتلع أموالهم وتبیدها وربّما یفارقهم الأمن والإستقرار، فتسحق المخاوف والهواجس بأظلافها أبدانهم ونفوسهم، وحسب تعبیر القرآن یکون کل ذلک بما کسبت أیدیهم ورد فعل لأعمالهم.
إنّ فیض الله لیس محدوداً ولا ممنوعاً، کما أنّ عقوباته لا تختص بقوم أو شعب.