بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
الأقوام التی هَلَکت وبادت: سورة الأعراف / الآیة 6 ـ 9

إنّ ها هنا نقاطاً عدیدة ینبغی الإلتفات إلیها:

«القریة» مأخوذة أصلا من «قرى» (على وزن نهى) وهی تعنی الاجتماع، وحیث إنّ القریة مرکز لاجتماع أفراد البشر اُطلق علیها هذا الاسم.

من هنا یتّضح أنّ القریة لا تعنی الرستاق فقط، بل تشمل کلّ موضع عامر اجتمع فیه أفراد البشر، وقد اُطلقت هذه اللفظة ـ فی کثیر من آیات القرآن الکریم ـ على المدینة، أو أیّة منطقة عامرة مدینة کانت أو رستاقاً.

و«قائلون» اسم فاعل من «القیلولة» بمعنى النوم فی نصف النهار، وأصله الراحة، ولهذا یقال الإقالة فی البیع لأنّه الإراحة منه بالإعفاء من عقده.

و«البیات» أی عند اللیل.

إنّ ما نقرؤه فی هذه الآیات من أنّ عقاب الله تعالى وعذابه یصیب الظالمین لیلا، أو عند منتصف النهار، لأجل أن یذوقوا طعم العذاب والجزاء، وذلک عندما تنهدم راحتهم وسکونهم به انهداماً کاملا، کما سبق لهم أن هدموا راحة الآخرین وسکونهم وعکّروا صفوهم، وبهذا یکون جزاؤهم مناسباً لذنبهم ومن جنسه.

یستفاد من الآیة الحاضرة أیضاً أنّ جمیع الأقوام العاصیة الجانیة عندما تواجه العقاب، وتنکشف عن عیونها أغطیة الغفلة والغرور، تعترف ـ برمّتها ـ بذنوبها، ولکن لا یجدیها مثل هذا الاعتراف، لأنّه نوع من الاعتراف «الجبری والاضطراری» الذی یضطرّ إلیه حتى أشدّ الناس غروراً.

وبعبارة اُخرى; إنّ هذه الیقظة نوع من الیقظة الکاذبة والعابرة وغیر المؤثرة التی لا تحمل أیّة علامة من علامات الإنقلاب والتحوّل الروحی، لهذا لا یکون لها أیّة نتیجة... نعم، إذا کانوا یظهرون هذه الحقیقة فی حالة الاختیار والحریة کان ذلک دلیلا على انقلابهم الروحی وسبباً لنجاتهم.

من المباحث المطروحة عند المفسّرین فی مجال الآیة الحاضرة هو: لماذا قال القرآن أوّلا: (أهلکناها ) ثمّ أعقب هذه الجملة بجملة اُخرى مبدوءة بفاء التفریع التی هی عادة للترتیب الزمانی فقال: (فجاءها بأسنا بیاناً ) فی حین أنّ مثل هذا العقاب (أی مجیء البأس بیاتاً) کان قبل الهلاک لا بعد الهلاک.

ولکن یجب أن نعلم أنّ الجملة المبدوءة بالفاء قد تکون شرحاً وتفصیلا للجملة السابقة لا لبیان حادثة اُخرى، وفی المقام أشار أوّلا إلى موضوع الإهلاک على نحو الإجمال، ثمّ عمد

إلى شرح هذا الموضوع المجمَل بقوله: (فجاءها بأسنا بیاتاً أو هم قائلون * فما کان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلاّ أن قالوا إنّا کنّا ظالمین ). ولهذا فی الأدب العربی نظائر کثیرة.

إنّ هذه الآیات یجب أن لا تعتبر شرحاً لقصص الاُمم الغابرة، وحدیثاً یرتبط بالزمن الغابر والأمم الماضیة فقط.

إنّ هذه الآیات تحذیرات صاعقة لهذا العصر وما یلیه من العصور، لنا وللاُمم والأقوام القادمة، لأنّه لا معنى للتبعیض فی السنّة الإلهیّة.

والإنسان المسلح بالتکنولوجیا المتقدّمة مع کلّ ما اُوتی من قوّة هو الآخر عاجز أمام الزلازل والعواصف، وأمام السیول والأمطار الغزیرة، تماماً مثل عجز الاُمم ما قبل التّاریخ وضعفها.

وعلى هذا فلیست مثل تلک العواقب السیئة والألیمة التی أصابت ظَلَمة الأمم الغابرة، وجبّاریها، وحلّت بالمغرورین والفسقة والمتمردین لیلا وحطّمتهم، ببعیدة عن الإنسان الحاضر. بل إنّ قوّة الإنسان المعاصر وقدراته الکبرى یمکن أن تکون مصدر بلاء عظیم له، وتجرّه إلى أحضان حروب مدَمِّرة لا تنتج سوى فناء جیله، ألا یجب أن نعتبر بهذه الحوادث ونستیقظ من نوم الغفلة!؟

الأقوام التی هَلَکت وبادت: سورة الأعراف / الآیة 6 ـ 9
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma