التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأنعام / الآیة 71 ـ 72 سورة الأنعام / الآیة 73

کان المشرکون یصرّون على دعوة المسلمین إلى العودة إلى الکفر وعبادة الأصنام، فنزلت هذه الآیة تأمر النّبی (صلى الله علیه وآله) بالردّ علیهم ردّاً یدحض رأیهم ویفند دعوتهم فی جواب بصیغة الاستفهام الإستنکاری: أتریدون منّا أن نشرک مع الله ما لا یملک لنا نفعاً فنعبده لذلک، ولا یملک لنا ضرراً فنخافه؟!: (قل أندعو من دون الله ما لا ینفعنا ولا یضرّنا ).

هذه الآیة تشیر إلى أنّ أفعال الإنسان تنشأ عادة عن دافعین، فهی إمّا أن تهدف إلى استجلاب منفعة (مادیة کانت أم معنویة)، وإمّا إلى دفع ضرر (مادیاً کان أم معنویاً)، فکیف یقدم الإنسان على أمر لیس فیه أىّ من هذین العاملین؟

ثمّ یأتی باستدلال آخر على بطلان سلوک المشرکین، فیقول: إذا عدنا إلى عبادة الأصنام، بعد الهدایة الإلهیّة نکون قد رجعنا القهقری، وهذا یناقض قانون التکامل الذی هو قانون حیاتی عام: (ونردّ على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ) (1).

ثمّ یضرب مثلا لتوضیح الأمر، فیقول: إنّ الرجوع عن التوحید إلى الشرک أشبه بالذی أغوته الشیاطین (أو غیلان البوادی التی کان عرب الجاهلیة یعتقدون أنّها تکمن فی منعطفات الطرق وتغوی السابلة وتضلهم عن الطریق) فتاه عن مقصده وظل حیراناً فی البادیّة: (کالذی استهوته الشیاطین فی الأرض حیران ) بینما له رفاق یرشدونه إلى الصراط السوی المستقیم وینادونه: هلم إلینا، ولکنّه من الحیرة والتیه بحیث لا یسمع النداء، أو إنّه غیر قادر على اتخاذ القرار: (له أصحاب یدعونه إلى الهدى ائتنا ) (2).

وفی الختام یؤمر النّبی (صلى الله علیه وآله) أن یقول: إنّ الهدایة من الله ولیس لنا إلاّ أن نسلم لأمر الله ربّ العالمین: (قل إنّ هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لربّ العالمین ).

وهذا دلیل آخر على رفض دین المشرکین، إذ التسلیم لا یکون إلاّ لخالق الکون ومالکه وربّ عالم الوجود، لا الأصنام التی لا دور لها فی إیجاد هذا العالم وإدارته.

السؤال: یبرز هنا هذا السؤال: لم یکن رسول الله (صلى الله علیه وآله) قبل البعثة من أتباع دین المشرکین فکیف تقول الآیة: (نردّ على أعقابنا ) ونحن نعلم أنّه لم یسجد قط لصنم، إذ لم یرد هذا فی جمیع التواریخ التی کتبت عنه، بل إنّ مقام العصمة لا یمکن أن یسمح بحدوثه؟

الجواب: فی الحقیقة تعتبر هذه الآیة ممّا جاء على لسان جمیع المسلمین، لا على لسان النّبی (صلى الله علیه وآله)وحده، ولذلک جاءت الضمائر فیها بصیغة الجمع.

الآیة التّالیة، تواصل شرح الدعوة الإلهیّة قائلة: إنّنا فضلا عن التوحید، فقد أمرنا بإقامة الصّلاة وبتقوى الله: (وأن أقیموا الصّلاة واتّقوه ).

وفی الختام یشار إلى المعاد وإلى أنّ الناس إلى الله یرجعون: (وهو الذی إلیه تحشرون ).

هذه الآیات القصار تکشف عن البرنامج الذی یدعو الیه الرّسول (صلى الله علیه وآله) والمتألف من أربعة مبادىء، تبدأ بالتوحید وتنتهی بالمعاد، وبینهما مرحلتان متوسطتان هما: تقویة الإرتباط بالله، والإتقاء من کلّ ذنب.


1. «أعقاب» جمع «عقب» وهو مؤخر الرجل، ورجع على عقبه بمعنى انثنى راجعاً، وهو هنا کنایة عن الانحراف عن الهدف، وهو ما یطلق علیه الیوم اسم «الرجعیة».
2. «إستهوته» من «الهوى» وهو میل النفس إلى الشهوة، واستهوته بمعنى حملته على إتباع الهوى، و «الحیرة» هی التردد فی الأمر، وفی الأصل: الجیئة والذهاب، فالآیة تشیر إلى الذین یذهبون من الإیمان إلى الشرک مستلهمین تحرکاتهم من الشیطان.
سورة الأنعام / الآیة 71 ـ 72 سورة الأنعام / الآیة 73
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma