3ـ موقف الإسلام من الثّروة!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
2ـ من أین جاء قارون بهذه الثروة العریضة؟سورة القصص / الآیة 83 ـ 84

لا ینبغی أن نستنبط من المسائل التی ذکرناها آنفاً أنّ الإسلام یقف من الثروة موقفاً سلبیاً، وأنّه یخالف خط الثراء، ولا ینبغی أن نتصور أنّ الإسلام یرید حیاة الفقر والفقراء، ویعدّ حیاة الفقر من الکلمات المعنویة!.

بل على العکس من ذلک، فإنّ الإسلام یعدّ الثروة عاملا مهمّاً نحو الآخرة! وقد عبّر القرآن عن المال بالخیر فی الآیة 180 من سورة البقرة (إن ترک خیر)أی مالا.

ونقرأ فی حدیث عن الإمام الباقر(علیه السلام) فی هذا الصدد «نعم العون الدنیا على طلب الآخرة»(1).

بل حتى الآیات ـ محل البحث ـ التی تذم قارون أشدّ الذم، لأنّه اغتر بالمال، هی شاهد بلیغ على هذا الموضوع.. غایة ما فی الأمر أنّ الإسلام یقبل بالثروة التی بواسطتها تبتغى الدار الآخرة، کما قال علماء بنی إسرائیل لقارون (وابتغ فیما آتاک الله الدار الآخرة).

والإسلام یرضى بالثروة التی نرى فیها «أحسن کمآ أحسن الله إلیک» ولکن للجمیع!.

والإسلام یوافق على ثروة یتحقق فیه القول «لا تنس نصیبک من الدنیا» ویمدحها.

وأخیراً فإنّ الإسلام لا یطلب ثروةً ینبغی بها الفساد فی الأرض وتُنسى بها القیم الإنسانیة.. وتکون نتیجتها الإبتلاء بمسابقة جنون التکاثر، أو أن ینفصل الإنسان عن ذاته ویحتقر الآخرین، وربّما تجرّه إلى مواجهة الأنبیاء کما فعل قارون فی مواجهته لموسى(علیه السلام) !.

یرید الإسلام الثروة لتکون وسیلة لملء الفراغ الاقتصادی، وأن یستفید منها الجمیع، ولتکون ضماداً لجراح المحرومین، وللوصول بها إلى اشباع الحاجات الاجتماعیة وحلّ مشاکل المستضعفین...

فالعلاقة بین هذه الثروة وهذه الأهداف المقدّسة لیست علاقة دنیویة، أو إرتباطاً بالدنیا، بل هی علاقة أخرویة.

کما نقرأ فی حدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنّ أحد أصحابه جاءه شاکیاً أمره، وقال: والله إنّا لنطلی الدنیا ونُحبّ أن نؤتاها، فقال(علیه السلام) : «تحبّ أن تصنع بها ماذا؟»

قال: أعود بها على نفسی وعیالی، وأصل بها وأتصدق بها وأحج وأعتمر فقال الامام الصادق(علیه السلام) : «لیس هذا طلب الدنیا، هذا طلب الآخرة»(2).

ومن هنا یتّضح فساد عقیدة طائفتین فی هذا المجال:

طائفة من المسلمین، أو بتعبیر أدق: ممن یتظاهرون بالإسلام، وبعیدون عن تعالیمه، فیعرّفون الإسلام على أنّه محام عن المستکبرین.

وطائفة من الأعداء المغرضین الذین یریدون أن یمسخوا وجه الإسلام الأصیل، ویجعلوه معادیاً للثروة، وأنّه یقف إلى جانب الفقراء فحسب.

وأساساً فإنّ اُمّة فقیرة لا تستطیع أن تعیش وحدها مرفوعة الرأس حرّة کریمة!.

فالفقر وسیلة للإرتباط بالاجنبی والتبعیة

والفقر أساس الخزی فی الدنیا والآخرة!

والفقر یدعو الإنسان إلى الإثم والخطیئة.

کما نقرأ فی حدیث للإمام الصادق فی هذا الصدد «غنىً یحجزک عن الظلم، خیر من فقر یحملک على الإثم»(3).

إنّ على المجتمعات الإسلامیة أن تسعى ـ مهما استطاعت ـ نحو التقدم لتکون غنیّة غیر محتاجة، ولتبلغ مرحلة الإکتفاء الذاتی، وأن تقف على أقدامها وأن لا تضحّی باستقلالها وعزّتها وشرفها من أجل الفقر المذلّ الموجب للتبعیة وتعلم أن منهج الإسلام الأصیل هو هذا لا غیر.


1. وسائل الشیعة، ج 12، ص 17، ح 5، الباب 6 (من أبواب مقدمات التجارة، باب استحباب الاستعانة بالدنیا على الآخرة).
2. المصدر السابق، ص 19، ح 3، الباب 7 (من أبواب مقدمات التجارة، باب استحباب جمع المال من حلال...).
3. وسائل الشیعة، ج 12، ص 17، ح 7، الباب 6(من ابواب مقدمات التّجارة، باب استحباب الاستعانة بالدنیا على الآخرة).
2ـ من أین جاء قارون بهذه الثروة العریضة؟سورة القصص / الآیة 83 ـ 84
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma