موسى فی مواجهة فرعون:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة القصص / الآیة 36 ـ 37 سورة القصص / الآیة 38 ـ 42

نواجه المقطع الثامن من هذه القصّة العظیمة.. لقد تلقى موسى(علیه السلام) من ربّه الأمر بأن یصدع بالنبوّة والرسالة فی تلک اللیلة المظلمة والأرض المقدّسة، فوصل إلى مصر، وأخبر أخاه هارون بما حُمِّلَ.. وأبلغه الرسالة الملقاة علیهما.. فذهبا معاً إلى فرعون لیبلغاه رسالة الله، وبعد عناء شدید استطاعا أن یصلا إلى فرعون وقد حف به من فی القصر من جماعته وخاصته، فأبلغاه الدعوة إلى الله ووحدانیّته.. ولکن لنرَ ما جرى هناک ـ فی قصر فرعون ـ مع موسى وأخیه.

یقول القرآن فی أوّل آیة من هذا المقطع: (فلمّا جاءهم موسى بآیاتنا بینات قالوا ما هذا إلاّ سحر مفترى).

وأنکروا أن یکونوا سمعوا مثل ذلک (وما سمعنا بهذا فی آبائنا الأوّلین).

فواجهوا موسى متوسّلین بحربة توسّل بها جمیع الجبابرة والضالّون على طول التاریخ، حین رأوا المعاجز من أنبیائهم وهی حربة «السحر» لأنّ الأنبیاء یأتون بأمور خارقة للعادات، و«السحر» خارق للعادة «لکن این هذا من هذه»؟

السحرة اُناس منحرفون وأهل دنیا وعبید لها وأساس عملهم قائم على تحریف الحقائق، ویمکن معرفتهم جیداً بهذه العلامة فی حین أنّ دعوة الأنبیاء ومحتواها شاهد على صدق معاجزهم.

ثمّ إنّ السحرة طالما یعتمدون على القدرة البشریة فإنّ عملهم محدود، أمّا الأنبیاء الذین یعتمدون على قوّة إلهیّة، فإنّ معاجزهم عظیمة وغیر محدودة!

التعبیر بـ «الآیات البیّنات» عن معاجز موسى(علیه السلام) بصیغة الجمع، ربّما یراد به أن معاجز اُخرى غیر المعجزتین هاتین، أو أنّ کل معجزة من معجزتیه مرکبة من عدّة معاجز.

فتبدیل العصا إلى ثعبان عظیم معجزة، وعودة الثعبان إلى عصا معجزة اُخرى.

والتعبیر بـ «مفترى» مأخوذة من «فریة» بمعنى التهمة والکذب لأنّهم قصدوا أنّ موسى یکذب على اللّه!.

والتعبیر بـ (ما سمعنا بهذا فی آبائنا الأولین) مع أنّ نداء الأنبیاء ودعوتهم من أمثال نوح وإبراهیم ویوسف(علیهم السلام) کانا من قبل موسى(علیه السلام) فی هذه الأرض، فجمیعهم دعوا إلى عبادة الله سبحانه، هذا التعبیر أساسه طول المدّة وبعد العهد علیهم، أو أنّهم یریدون أن یقولوا: إنّ آباءنا ـ أیضاً ـ لم یذعنوا لدعوة الأنبیاء قبلک!.

لکن موسى(علیه السلام) أجابهم بلهجة التهدید والوعید، حیث یکشف لنا القرآن هذا الحوار (وقال موسى ربّی اعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تکون له عاقبة الدّار).

إشارة إلى أنّ الله یعلم حالی، وهو مطلع علیّ بالرغم من اتهامکم إیّای بالکذب... فکیف یمکن أن یمکننی الله من الاُمور الخارقة للعادات لکی أضل بها عباده؟

فعلمه بحالی ومنحه لی هذه القدرة على الإتیان بالمعجزات دلیل على حقانیة دعوتی.

ثمّ بعد هذا، الکاذب قد یقضی فترة بین الناس بالکذب والخدیعة، لکن سرعان ما یفتضح أمره، فانتظروا لتشهدوا من تکون له العاقبة والإنتصار... ولمن یکون الخزی والإندحار!؟

ولو کان کلامی کذباً فأنا ظالم و(إنّه لا یفلح الظالمون).

وهذا التعبیر یشبه تعبیراً آخر فی الآیة 69 من سورة «طه» إذ جاء بهذه الصیغة «ولا یفلح الساحر حیث أتى».

وهذه الجملة لعلها إشارة ا لى الفراعنة المعاندین والمستکبرین ضمناً، وهی أنّکم مقتنعون بمعاجزی ودعوتی الحقّة، ولکنّکم تخالفوننی ظلماً... فعلیکم أن تعرفوا أنّکم لن تنتصروا أبداً، والعاقبة لی فحسب.

والتعبیر بـ (عاقبة الدّار) ربّما کان إشارة لعاقبة الدار الدنیا، أو لعاقبة الدار الآخرة، أو لعاقبة الدارین جمیعاً، وبالطبع فإنّ المعنى الثّالث أجمع وأنسب حسب الظاهر.

بهذا المنطق المؤدب أنذر موسى(علیه السلام) فرعون وقومه بالهزیمة فی هذه الدنیا وفی الاُخرى!.

سورة القصص / الآیة 36 ـ 37 سورة القصص / الآیة 38 ـ 42
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma