محتوى سورة القصص:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
آخر ما اُمر به النّبی!فضیلة تلاوة سورة القصص:

المعروف أنّ هذه السورة نزلت بمکّة، وبإمکاننا ملاحظة أنّ محتواها الکلی وخطوطها العامّة الأساسیّة على شاکلة السور المکّیة(1) غیر أنّ بعض المفسّرین استثنوا الآیة 85، أو الآیات 51 ـ 55 من هذه السورة معتقدین أنّ الآیة الاُولى 85 نزلت بالجحفة ـ وهی منطقة بین مکّة والمدینة ـ وأمّا الآیات الأربع الاُخرى فیقولون: إنّها نزلت بالمدینة. ولا یوجد دلیل واضح على کلامهم.

ولعل محتوى الآیات الخمس التی تتحدث عن أهل الکتاب. (وکان أکثر أهل الکتاب یقطنون فی المدینة). کان سبباً لمثل هذا التصور، فی حین أن نزول الآیات القرآنیة فی مکّة لا یعنی إنّها لابدّ أن تتحد عن المشرکین فی مکّة فحسب، وخاصّة أنّ أهالی مکّة والمدنیّة کانت لهم رحلات متقابلة وعلاقات وروابط قبلیة وتجاریة. وبالطبع فإن المفسّرین ذکروا سبباً آخر لنزول الآیات 52 ـ 55 یتناسب مع کونها مدینة، وسنتحدث; عن ذلک فی محله إن شاء الله.

أمّا الآیة 85 التی تتحدث عن عودة النّبی إلى موطنه الأصلی، أی «مکّة» فلا مانع من أن تکون نزلت حین خروجه وهجرته من مکّة على مقربة من هذه الأرض المقدسة... لأنّ النّبی کان فی غایة الشوق والحنین لمکّة بلد الله الحرام الآمن، والله سبحانه یبشره فی هذه الآیة بأنّه سیردّه إلى معاده «مکّة المکرمة».

فعلى هذا الأساس یمکن أن تکون هذه الآیة ـ المشار إلیها آنفاً ـ مکیّة، ولو فرضنا أنّها نزلت «بالجحفة» فهی إلى مکّة أقرب منها إلى المدینة.

وعلى هذا الأساس ـ أیضاً ـ لا یمکن ـ فی تقسیم الآیات إلى مکّیة ومدنیة ـ إلاّ أنّ نعد هذه الآیة 85 مکّیة!

أجلْ... هذه السورة نزلت فی مکّة... وفی ظروف کان المؤمنون فی قبضة الأعداء الأقویاء وبین مخالبهم... الأعداء الذین کانوا أکثر عدداً وأشدّ قدرةً وقوّةً ونفیراً.

فهؤلاء الأقلیة من المؤمنین والمسلمین کانوا یرزحون تحت وطأة هذا التصور بحیث کان جماعة من المسلمین قلقین على مستقبل الإسلام وخائفین من أجله، وبما أنّ هذه الحالة کانت کثیرة الشبه بالحالة التی کان علیها بنو إسرائیل وهم بین مخالب الفراعنة، فإنّ قسماً من محتوى هذه السورة یتحدث عن قصّة بنی إسرائیل وموسى(علیه السلام) والفراعنة.

ولعل هذا القسم یستوعب نصف هذه السورة تقریباً... خاصة أنّها تتحدث عن فترة کان موسى طفلا ضعیفاً رضیعاً فی قبضة الفراعنة... ولکنّ تلک القدرة التی تستوعب عالم الوجود کلّه ـ ولا تقف أیة قوّة أمامها ـ تکفّلت هذا الطفل الضعیف ورعته وهو فی أحضان أعدائه الأقویاء، حتى منحته قدرة وقوّة قصوى قهرت سلطان الفراعنة ونکّست تیجانهم وقلبت قصورهم!!

هکذا تتحدث هذه السورة لیطمئن المسلمون إلى لطف الله وقدرته،  ولا یرهبوا کثرة الأعداء وقوّتهم، ولا یخافوا من الطریق ذاته!

أجل.. القسم الأوّل من هذه السورة یتضمن هذا التاریخ الملیء بالدروس والعبر ویبشر المستضعفین فی بدایة السورة بحکومة الحق والعدل لهم وکسر شوکة الظالمین، بشرى تمنحهم الإطمئنان والقدرة.

تتحدث هذه السورة عن أن بنی إسرائیل کانوا مصفدین بأغلال أعدائهم ما داموا بعیدین عن خیمة الإیمان والتوحید، وفاقدین لأی نوع من أنواع الحرکة والنهوض والسعی الذی یتحدَّون به أعداءهم، لکن ما إن وجدوا قائدهم ونوّروا قلوبهم بنور العلم والتوحید حتى أغاروا على الفراعنة وسیطروا على الحکم وحرروا أنفسهم من نیر الفراعنة.

و«القسم الآخر» من هذه السورة یتحدّث عن «قارون»، ذلک الرجل المستکبر الثری الذی کان یعتمد على علمه وثروته... حتى لقی أثر غروره ما لقیه فرعون من مصیر أسود!

احدهما غریق فی الماء والآخر دفین فی الأرض.. وذلک معتمد على سلطانه وجیشه فی حکمه، وهذا معتمد على ماله وثروته! لیتّضح أنّه لا یمکن لتجار مکّة وأثریائهم ولا

لأقویائهم من المشرکین، ولا سیاسییّهم فی ذلک المحیط، أن یقاوموا إرادة الله فی إنتصار المستضعفین على المستکبرین.

وهذا القسم جاء فی أواخر السورة.

وبین هذین القسمین دروس حیّة وقیّمة من التوحید والمعاد وأهمیّة القرآن، وبیان حال المشرکین فی یوم القیامة، ومسألة الهدایة والضلالة، والإجابة على حجج الأفراد الضعاف، وهی فی الحقیقة «نتیجة» الأوّل و«مقدمة» للقسم الثانی.


1. یراجع فی هذا الشأن «تاریخ القرآن» لأبی عبدالله الزنجانی و«الفهرست» لابن الندیم، وکتب التّفسیر الاُخرى.
آخر ما اُمر به النّبی!فضیلة تلاوة سورة القصص:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma