هکذا کان جمیع الأنبیاء:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سبب النّزول سورة الفرقان / الآیة 21 ـ 24

فی عدّة آیات سابقة وردت واحدة من ذرائع المشرکین بهذه الصیغة: لماذا یأکل رسول الله الطعام، ویمشی فی الأسواق؟ وأجیب علیها بجواب إجمالی ومقتضب، أمّا الآیة مورد البحث فتعود إلى نفس الموضوع لتعطی جواباً أکثر تفصیلا وصراحة، فیقول تعالى: (وما أرسلنا قبلک من المرسلین إلاّ إنّهم لیأکلون الطّعام ویمشون فی الأسواق) فقد کانوا من البشر ویعاشرون الناس، وفی ذات الوقت (وجعلنا بعضکم لبعض فتنة) وامتحاناً.

وهذا الإمتحان، قد یکون بسبب أنّ اختیار الأنبیاء من جنس البشر ومن أوساط الجماهیر المحرومة هو امتحان عظیم بذاته، لأنّ البعض یأبون أن ینقادوا لمن هو من جنسهم، خاصّة إذا کان فی مستوىً واطىء من حیث الإمکانات المادیة، وهم فی مستوى عال مادیاً، أو أن أعمارهم أکبر، أو أنّهم أکثر شهرة فی المجتمع.

ویرد احتمال آخر فی المراد بالفتنة، وهو أنّ الناس عموماً بعضهم لبعض فتنة، ذلک أنّ المتقاعدین والعجزة والمرضى والأیتام والمزمنین فتنة للأقویاء والأصحاء السالمین، وبالعکس، فإنّ الأفراد الأصحاء الأقویاء فتنة للضعفاء والعجزة.

تُرى هل أنّ الفریق الثّانی راض برضا الله! أم لا؟

وهل أن الفریق الأوّل یؤدّی مسؤولیته وتعهده إزاء الفریق الثّانی، أم لا؟!

من هنا، لا تقاطع بین هذین التّفسیرین فمن الممکن أن یجتمع کلاهما فی المفهوم الواسع للآیة فی أنّ الناس بعضهم لبعض فتنة.

و على أثر هذا القول، جعل الجمیع موضع الخطاب فقال تعالى: (أتصبرون

ذلک لأنّ أهم رکن للنجاح فی جمیع هذه الامتحانات هو الصبر والاستقامة والشجاعة... الصبر والاستقامة أمام خیالات الغرور الذی یمنع من قبول الحق... الصبر والاستقامة أمام المشکلات الناشئة من المسؤولیات وأداء الرسالات، وکذلک الجلد أمام المصائب والحوادث الألیمة التی لا تخلو منها حیاة الإنسان على کل حال.

والخلاصة: أنّ من الممکن اجتیاز هذا الامتحان الالهی العظیم بقوّة الاستقامة والصبر.(1)

ویقول تعالى فی ختام الآیة بصیغة التحذیر: (وکان ربّک بصیر) فینبغی ألا یتصور أحد أن شیئاً من تصرفاته حیال الاختبارات الإلهیّة یظل خافیاً ومستوراً عن عین الله وعلمه الذی لا یخفى علیه شیء. إنّه یراها بدقة ویعلمها جمیعاً.

سؤال: یرد هاهنا استفسار، وهو أن ردّ القرآن على المشرکین فی الآیات أعلاه قائم على أنّ جمیع الأنبیاء، کانوا من البشر، وهذا لا یحلّ المشکلة، بل یزید من حدّتها، ذلک أن من الممکن أن یعمموا إشکالهم على جمیع الأنبیاء.

و الجواب: أنّ الآیات القرآنیة المختلفة تدلّ على أن إشکالهم على شخص النّبی(صلى الله علیه وآله)، وکانوا یعتقدون أنّه اتخذ لنفسه وضعاً خاصاً به، ولهذا کانوا یقولون: مالهذا الرّسول...

یقول القرآن فی جوابهم: لیس هذا منحصراً بالرّسول الأعظم(صلى الله علیه وآله) أن یأکل الطعام ویمشی فی الأسواق، فجمیع الأنبیاء کانت لهم مثل هذه الأوصاف، وعلى فرض أنّهم سیعممون هذا الأشکال على جمیع الأنبیاء، فقد أعطى القرآن جوابهم أیضاً حیث یقول: (ولو جعلناه ملکاً لجعلناه رجل)(2) «کی یستطیع أن یکون أسوة وأنموذجاً للناس فی کل مجالات». إشارة إلى أنّ الإنسان فقط یستطیع أن یکون مرشداً للإنسان، فهو الواقف على جمیع حاجاته ورغباته ومشکلاته ومسائله.


1. من أجل توضیح أکثر فی مسألة الاختبارات الإلهیّة، والغایة من هذه الاختبارات وسائر أبعاد ذلک، بحثنا ذلک بشکل مفصّل فی ذیل الآیة 155 من سورة البقرة.
2. الانعام، 9.
سبب النّزول سورة الفرقان / الآیة 21 ـ 24
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma