1ـ العصبیة القومیة والقبلیة الشدیدة!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
لو نُزّل القرآن على الاعاجم: 2ـ طلب الرجوع إلى الدنیا

لا شک أنّ کل إنسان یرتبط بأرض أو قبیلة أو قومیة فإنّه یعشقها، وهذه العلاقة بالأرض أو القبیلة، لیست غیر معیبة فحسب، بل هی عامل بنّاء لأبناء المجتمع، إلاّ أنّ لهذا الأمر حدوداً، فلو تجاوز الحدود فإنه سینقلب إلى عامل مخرب، وربّما إلى عامل مفجع.

والمراد من التعصب أو العصبیة القومیة أو القبلیة المذمومة والسلبیة، هو الإفراط فی التعصب أو العصبیة.

«التعصب» و«العصبیة» فی الأصل من مادة (عصب) ومعناه واضح، وهو الغضروف الذی یربط المفاصل، ثمّ أطلق التعصب والعصبیة على کل إرتباط... إلاّ أنّ هذا اللفظ أو هذین اللفظین یستعملان عادة فی المفهوم الإفراطی المذموم.

إنّ الدفاع المفرط عن القوم أو القبیلة أو الأرض والوطن، کان مصدراً لکثیر من الحروب على طول التاریخ، وعاملا على انتقال الخرافات والتقالید السیئة على أنها آداب وسنن فی قبیلة ما أو اُمّة ما! إلى اُمم اُخَر!

هذا الدفاع أو الإنتماء المتطرف، قد یبلغ حداً بحیث یرى أسوأ أفراد قبیلته فی نظره جمیلا، وأحسن أفراد القبیلة الاُخرى فی نظره سیئاً... وکذلک الحال بالنسبة إلى السنن والآداب السیئة والحسنة... وبتعبیر آخر: إنّ التعصب القومی یلقی ستاراً من الجهل والأنانیة على أفکار الإنسان وعقله، ویلغی التقییم الصحیح!

هذه الحالة من العصبیة کانت لها صورة أکثر حدة بین بعض الاُمم، ومنهم العرب المعروفون بالتعصب.

وقد قرأنا فی الآیات الآنفة أنّه لو أنزل الله القرآن على غیر العرب لما کانوا به مؤمنین.

وقد ورد فی الرّوایات الإسلامیة التحذیر من التعصب، على أنّه خُلق مذموم، حتى أنّنا نقرأ حدیثاً عن رسول(صلى الله علیه وآله) یقول فیه: «من کان فی قلبه حبّة من خردل من عصبیة، بعثه الله یوم القیامة مع أعراب الجاهلیة».(1)

ونقرأ حدیثاً آخر عن الإمام الصادق(علیه السلام) یقول فیه: «من تعصب أو تُعصب له فقد خلع ربقة الإیمان من عنقه».(2)

ویستفاد من الرّوایات الإسلامیة أیضاً، أنّ إبلیس أوّل من تعصب.

یقول الإمام علی(علیه السلام) فی بعض خطبه ـ المعروفة بالقاصعة ـ فی مجال التعصب کلاماً بلیغاً مؤثراً، ننقل جانباً منه هنا:

«أمّا إبلیس فتعصب على آدم لأصله، وطعن علیه فی خلقته، فقال: أنا ناری وأنت طینی).(3)

ثمّ یضیف الإمام علی فی خطبته هذه قائلا: «فإن کان لا بدّ من العصبیة، فلیکن تعصبکم لمکارم الخصال، ومحامد الأفعال، ومحاسن الاُمور».(4)

ویتّضح من هذا الحدیث ـ بجلاء أن التعصب والدفاع المستمیت عن بعض الحقائق والایجابیات لیس غیر مذموماً فحسب، بل بامکانه أن یسدّ فراغاً روحیاً قد ینشأ من ترک بعض العادات الجاهلیة المقیتة.

لذلک نقرأ عن الإمام زین العابدین علی بن الحسین(علیه السلام) حین سئل عن التعصب قوله: «العصبیة التی یأثم علیها صاحبها أن یرى الرجل شرار قومه خیراً من خیار قوم آخرین، ولیس من العصبیة أن یحب الرجل قومه، ولکن من العصبیة أن یعین قومه على الظلم».(5)

والتعبیر الآخر عن العصبیة الوارد فی بعض الروایات أو الآیات هو الحمیة (حمیة الجاهلیة).

وبالرغم من أن الأحادیث فی هذا المجال کثیرة، إلاّ أننا نختم بحثنا بحدیثین منها:

یقول أمیر المؤمنین علی(علیه السلام) «إنّ الله یعذب ستةً بست ـ العرب بالعصبیة، والدهاقنة بالکبر، والأمراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجار بالخیانة، وأهل الرستاق بالجهل).(6)

وکان رسول الله یتعوذ فی کل یوم من ست «من الشکِّ والشرک والحمیّة والغضب والبغی والحسد».(7)


1. اُصول الکافی، ج 2، ص 232، (باب العصبیة، ح 1 و3).
2. المصدر السابق.
3. نهج البلاغه، الخطبة القاصعة، رقمها 192.
4. المصدر السابق.
5. أصول الکافی، ج 2، ص 233، (باب العصبیة).
6. بحارالانوار، ج 73، ص 289.
7. المصدر السابق.
لو نُزّل القرآن على الاعاجم: 2ـ طلب الرجوع إلى الدنیا
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma