حضور العرش فی طرفة عین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة النّمل / الآیة 38 ـ 40 1ـ الجواب على بعض الأسئلة

وأخیراً عاد رُسُل ملکة سبأ بعد أن جمعوا هدایاهم وأمتعتهم إلى بلدهم، وأخبروا ملکة سبأ بما شاهدوه من عظمة مُلک سلیمان(علیه السلام) المعجز وجهازه الحکومی، وکل واحد من هذه الاُمور دلیل على أنّه لم یکن کسائر الأفراد  ولا ملکاً کسائر الملوک، بل هو مُرسل من قبل الله حقّاً، وحکومته حکومة إلهیّة.

وهنا اتّضح لاُولئک جمیعاً أنّهم غیر قادرین على مواجهته عسکریاً، بل إذا استطاعوا ـ فرضاً ـ فهم على احتمال قوی فی مواجهة نبیّ عظیم ذی سلطة واسعة!.

لذلک قررت الملکة أن تأتی بنفسها مع أشراف قومها إلى سلیمان، ویتفحصوا عن هذه المسألة لیتعرفوا على دین سلیمان؟

فوصل هذا الخبر ـ عن أىّ طریق کان ـ إلى سمع سلیمان(علیه السلام)، فعزم على اظهار قدرته العجیبة ـ والملکة وأصحابها فی الطریق إلیه ـ لیعرفهم قبل کل شیء على إعجازه، لیذعنوا له ویسلّموا لدعوته... لذلک التفت إلى من حوله و(قال یا أیّها الملأ أیّکم یأتینی بعرشها قبل أن یأتونی مسلمین).

وبالرغم من أنّ المفسّرین أتعبوا أنفسهم للوقوف على علّة إحضار عرش الملکة، وربّما

ذکروا وجوهاً لا تنسجم مع مفاد الآیات ولا تتناسب وإیّاها!. إلاّ أنّ من الواضح أنّ هدف سلیمان(علیه السلام) من هذه الخطة إنّه کان یرید أن یظهر أمراً مهماً للغایة خارقاً للعادة لیذعنوا له دون قید، ویؤمنوا بقُدرة الله من دون حاجة إلى سفک الدماء والمواجهة فی ساحات القتال.

کان یرید أن ینفذ الإیمان إلى أعماق قلب ملکة سبأ وأشراف قومها، لیستجیب الباقون لدعوته والتسلیم لأمره!.

وهنا أظهر شخصان استعدادهما لإمتثال طلب سلیمان(علیه السلام)، وکان أمر أحدهما عجیباً والآخر أعجب! إذ (قال عفریت من الجنّ أنا آتیک به قبل أن تقوم من مقامک)(1). فهذا الأمر علىَّ یسیر، ولا أجد فیه مشقّة، کما أنّی لا أخونک أبداً، لأنّی قادر على ذلک (وإنی علیه لقوىّ أمین).

و«العفریت»... معناه المارد الخبیث.

وجملة (وإنّی علیه لقوىٌّ أمین)المشفوعة بالتأکیدات من عدّة جهات «إنّ والجملةالإسمیّة، ولام التوکید» تشر إلى احتمال خیانة هذا العفریت... لذلک فقد أظهر الدفاع عن نفسه بأنه أمین وفىّ.

وعلى کل حال فإنّ قصّة «سلیمان» مملوءة بالعجائب الخارقة للعادات  فلا عجب أن یُرى عفریت بهذه الحالة مُبدیاً استعداده للقیام بهذه المهمّة خلال سویعات.. وسلیمان یقضی بین الناس، أو یتابع اُمور مملکته، أو یقدم نصحه وإرشاده للآخرین.

أمّا الشخص الآخر فقد کان رجلا صالحاً له علم ببعض ما فی الکتاب، ویتحدث عنه القرآن فیقول: (قال الّذی عنده علم من الکتاب أنا آتیک به قبل أن یرتدّ إلیک طرفک).

فلمّا وافق سلیمان(علیه السلام) على هذا الأمر، أحضر عرش بلقیس بطرفة عین بالإستعانة بقوته المعنویة (فلمّا رآه مستقرّاً عنده قال هذا من فضل ربّی لیبلونی أأشکر أم أکفر).

ثمّ أضاف قائلا: (ومن شکر فإنّما یشکر لنفسه ومن کفر فإنّ ربّی غنىّ کریم).

وهناک اختلاف بین المفسّرین وکلام طویل فی أنّ هذا الشخص الذی جاء بعرش الملکة، من کان؟! ومن أین له هذه القدرة العجیبة؟! وما المراد (عنده علم من الکتاب

إلاّ أنّ الظاهر أنّ هذا الشخص هو أحد أقارب سلیمان المؤمنین وأولیائه الخاصین، وقد جاء اسمه فی التواریخ بأنّه (آصف بن برخی) وزیر سلیمان وابن أخته(2).

وأمّا «علم الکتاب» فالمراد منه معرفة ما فی الکتب السماویة... المعرفة العمیقة التی تمکّنه من القیام بهذا العمل الخارق للعادة!

وقال بعضهم: یُحتمل أن یکون المراد من (علم الکتاب) هو اللوح المحفوظ الذی علم الله بعضه ذلک الرجل «آصف» ولذلک استطاع أن یأتی بعرش ملکة سبأ بطرفة عین، ویحضره عند سلیمان!.

وقال کثیر من المفسّرین: إنّ هذا الرجل المؤمن کان عارفاً بالاسم الأعظم، ذلک الاسم الذی یخضع له کل شیء، ویمنح الإنسان قدرة خارقة للعادة!.

وینبغی القول أنّ «الاسم الأعظم» لیس کما یتصوره الکثیر بأنّ مفهومه أن یتلفظ الإنسان بکلمة فیکون وراءها الأثر العجیب، بل المراد منه التخلق بذلک الاسم والوصف، أی على الإنسان أن یستوعب «الاسم» فی نفسه وروحه، وأن یتکامل علمه وخلقه وتقواه وإیمانه إلى درجة یکون بها مظهراً من مظاهر ذلک الاسم الأعظم، فهذا التکامل المعنوی والروحانی (بواسطة الاسم الأعظم) یوجد فی الإنسان مثل هذه القدرة الخارقة للعادة(3).

کما أنّ للمفسّرین فی جملة (قبل أن یرتدّ إلیک طرفک) لکن بملاحظة الآیات الاُخر من القرآن یمکن معرفة حقیقتها... ففی الآیة 43 من سورة إبراهیم نقرأ: (لا یرتدّ إلیهم طرفهم).

ونحن نعرف أنّ الإنسان عندما یستوحش ویذهل، تبقى عیناه مفتوحتان على وتیرة واحدة کأنّهما عینا میت لا تتحرکان.

فبناءً على ذلک فالمراد منه أنّنی سأحضر عرش ملکة بلقیس قبل أن یتحرک جفناک(4).


1. کلمة «آتیک» ربّما کانت اسم فاعل مضاف إلى (الکاف) ویمکن أن تکون فعل; مضارعاً من (أتى) إلاّ أنّ الأحتمال الأوّل یبدو أقرب للنظر!
2. وما قاله بعضهم بأنّه سلیمان أو جبرئیل فلا دلیل علیه... وکونه سلیمان نفسه (فهو) مخالف لظاهر الآیات قطعاً!
3. کان لنا فی ذیل الآیة 180 من سورة الأعراف بحث فی شأن الاسم الأعظم، فلا بأس بمراجعته.
4. ما یقوله بعضهم: إنّ المراد من (یرتد إلیک طرفک) هو إلقاء النظرة على شیء ما وعودة النظرة للإنسان  لا  دلیل علیه، کما أنّ هذا التعبیر لا یکون شاهداً على النظریة القائلة بخروج الشعاع من العین الواردة فی الفلسفة ـ القدیمة.
سورة النّمل / الآیة 38 ـ 40 1ـ الجواب على بعض الأسئلة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma