البیوت التی یسمح بالأکل فیها:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة النّور / الآیة 61 1ـ هل أن تناول غذاء الآخرین غیر منوط بإذنهم؟

تحدثت الآیات السابقة عن الإستئذان فی أوقات معینة، أو بشکل عام حین الدخول إلى المنزل الخاصّ بالأب والاُم.

أمّا الآیة موضع البحث فإنّها استثناء لهذا الحکم، حیث یجوز للبعض وبشروط معینة، الدخول إلى منازل الأقرباء وأمثالهم، وحتى أنّه یجوز لهم الأکل فیها دون إستئذان، حیث تقول هذه الآیة أولا: (لیس على الأعمى حرجٌ ولا على الأعرج حرج ولا على المریض حرج).

لأنّ أهل المدینة کانوا ـ کما ورد بصراحة فی بعض الأحادیث ـ وقبل قبولهم الإسلام، یمنعون الأعمى والأعرج والمریض من المشارکة فی مائدتهم، ویتنفّرون من هذا العمل.

وعلى عکس ذلک کانت مجموعة منهم بعد إسلامها، تفرد لمثل هؤلاء موائد خاصّة، لیس لاحتقارهم المشارکة معهم على مائدة واحدة، وإنّما لأسباب إنسانیة، فالأعمى قد لا

یرى الغذاء الجید فی المائدة، وهم یرونه، ویأکلونه، وهذا خلاف الخلق السلیم، وکذلک الأمر بالنسبة للأعرج والمریض، حیث یحتمل تأخرهما عن الغذاء، وتقدم السالمین علیهما، ولهذا کلّه لم یشارکوهم الغذاء على مائدة واحدة، ولهذا کان الأعمى والأعرج والمریض یسحب نفسه حتى لا یزعج الآخرین بشیء، ویعتبر الواحد منهم نفسه مذنباً إن شارک السالمین غذاءهم فی مائدة واحدة.

وقد استفسر من الرّسول(صلى الله علیه وآله) عن هذا الموضوع، فنزلت الآیة السابقة التی نصّت على عدم وجود مانع من مشارکة الأعمى والأعرج والمریض للصحیح غذاءه على مائدة واحدة.(1)

وقد فسر آخرون هذه العبارة باستثناء هذه الفئات الثلاث من حکم الجهاد، أو أنّ القصد أنّه مسموح لکم استصحاب العاجزین معکم إلى الأحد عشر بیتاً التی أشارت إلیها الآیة فی آخرها، لیشارکوکم فی غذائکم.

إلاّ أن هذین التفسیرین ـ کما یبدو ـ بعیدان عن قصد الآیة، ولا ینسجمان مع ظاهرها. (فتأملوا جید).

ثمّ یضیف القرآن المجید: (ولا على أنفسکم أن تأکلوا من بیوتکم).

والمقصود بعبارة بیوتکم الأبناء أو الزوجات.

(أو بیوت آبائکم).

(أو بیوت أمّهاتکم).

(أو بیوت إخوانکم).

(أو بیوت أخواتکم).

(أو بیوت أعمامکم).

(أو بیوت عمّاتکم).

(أو بیوت أخوالکم).

(أو بیوت خالاتکم).

(أو ما ملکتم مفاتحه).

(أو صدیقکم).

بالطبع فإنّ هذا الحکم له شروط وإیضاحات سیأتی ذکرها فی آخر تفسیر الآیة.

ثمّ تضیف الآیة: (لیس علیکم جناح أن تأکلوا جمیعاً أو أشتات).

ذکر أنّ مجموعة من المسلمین کانوا یمتنعون عن الأکل منفردین، بل کانوا یبقون جیاعاً لمدّة حتى یجدوا من یشارکهم غذاءهم، فعلمهم القرآن المجید أن تناول الغذاء مسموح بصورة جماعیة أو فردیة.(2)

ویرى البعض: إنّ مجموعة من العرب کانت تقدّم غذاء الضیف على حدة احتراماً له، ولا یشارکونه الغذاء (حتى لا یخجل أثناء تناوله الطعام).

لقد رفعت الآیة المذکورة هذه التقالید واعتبرتها غیر محمودة.(3)

وقال آخرون: إنّ البعض کان یرى عدم جواز تناول الأغنیاء الغذاء مع الفقراء، والمحافظة على الفروق الطبقیة حتى على مائدة الطعام. لهذا نفى القرآن المجید هذا التقلید الخاطىء والظالم بذکره العبارة السابقة.(4)

ولا مانع من احتواء الآیة السابقة لکلّ هذه المعانی.

ثمّ تشیر الآیة إلى أحد التعالیم الأخلاقیة فتقول: (فإذا دخلتم بیوتاً فسلّموا على أنفسکم تحیّة من عند الله مبارکة طیّبة) واختتمت بهذه العبارة (کذلک یبیّن الله لکم الآیات لعلّکم تعقلون).

وقال بعض المفسّرین: إنّ المقصود من عبارة «بیوتاً» فی هذه الآیة، هی البیوت الأحد عشرة المذکورة سابقاً.

وقال آخرون: إنّها المساجد.

ولکن یبدو أنّها عامّة، تشمل جمیع البیوت، سواء الأحد عشر بیتاً التی یجوز للمرء الأکل فیها، أو غیرها کبیوت الأصدقاء والأقرباء، حیث لا یوجد دلیل على تضییق المفهوم الواسع لهذه الآیة.

ولکن ما هو المقصود من عبارة: (سلّموا على أنفسکم

نجد هنا عدداً من التفاسیر: حیث یرى البعض من المفسّرین أنّه سلام البعض على البعض، مثلما جاء فی قصّة بنی إسرائیل (سورة البقرة الآیة 54): (فاقتلوا أنفسکم).

ورأى آخرون أنّه یعنی السلام على الزوجة والأبناء والأهل، حیث هم بمنزلة النفس، لهذا استخدمت الآیة تعبیر «الأنفس»، کما جاء هذا التعبیر أیضاً فی آیة المباهلة (سورة آل عمران الآیة 61)، وهذا یبیّن لنا أن قرب الشخص من الآخر قد یصل إلى درجة أنّه یکون کنفسه، أی یکونان کنفس واحدة، مثلما کان علیّ(علیه السلام) من الرّسول محمّد(صلى الله علیه وآله).

ویرى بعض المفسّرین أنّ الآیة السابقة أشارت إلى بیوت لم یسکنها أحد، حیث یحیی المرء نفسه عند دخولها فیقول: السّلام علیکم من قبل ربّنا. أو: السلام علینا وعلى عباد الله الصالحین. ونرى عدم وجود تناقض بین هذه التفاسیر، حیث یجب السلام عند الدخول إلى أیّ منزل کان، ویجب أن یسلم المؤمنون بعضهم على بعض، ویسلّم أهل المنزل أحدهم على الآخر. وأمّا إذا لم یجد أحداً فی المنزل فیحیی المرءُ نفسه، حیث تعود هذه التحیات بالسلامة على الإنسان ذاته.

لهذا نقرأ فی حدیث عن الإمام الباقر(علیه السلام) یجیب فیه على سؤال یخصّ تفسیر هذه الآیة فیقول: «هو تسلیم الرجل على أهل البیت حین یدخل ثمّ یردّون علیه فهو سلامکم على أنفسکم».(5)

وفی حدیث عن الباقر(علیه السلام) أیضاً، یقول فیه: «إذا دخل الرجل منکم بیته فإنّ کان فیه فلیسلم علیه، وإن لم یکن فیه أحد فلیقل: السلام علینا من عند ربّنا، یقول الله عزَّوجلّ: «تحیّة من عند الله مبارکة طیبة»(6).


1. ذکرت هذا التّفسیر أیضاً، التفاسیر التالیة، تفسیر الدرالمنثور، وتفسیر نورالثقلین، وتفسیر مجمع البیان، وتفسیر الصافی، والتّفسیر الکبیر، وتفسیر التبیان ذیل الآیة مورد البحث.
2. تفسیر التبیان، ذیل الآیة مورد البحث.
3. المصدر السابق.
4. المصدر السابق.
5. تفسیر نورالثقلین، ج 3، ص 627.
6. المصدر السابق.
سورة النّور / الآیة 61 1ـ هل أن تناول غذاء الآخرین غیر منوط بإذنهم؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma