لولا دعاؤکم، لما کانت لکم قیمة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة الفرقان / الآیة 77 الدعاء طریق إصلاح النفس ومعرفة الله:

هذه الآیة التی هی الآیة الأخیرة فی سورة الفرقان، جاءت فی الحقیقة نتیجة لکل السورة، وللأبحاث التی بصدد صفات «عباد الرحمن» فی الآیات السابقة، فیقول تبارک وتعالى مخاطباً النّبی(صلى الله علیه وآله): (قل ما یعبؤ بکم ربّی لو لا دعاؤکم).

«یعبؤ» من مادة «عبء» بمعنى «الثقل»، وعلى هذا فجملة لا یعبأ یعنی لایهتم، وبعبارة اُخرى لا یعتنی.

ولو أن احتمالات کثیرة ذکرت هنا فی مسألة معنى الدعاء، لکن أساس جمیعها یعود إلى أصل واحد.

فذهب البعض: إنّ الدعاء هو نفس ذلک المعنى المعروف للدعاء.

بعض آخر فسّره بمعنى الإیمان.

وبعض بمعنى العبادة والتوحید.

وآخر، بمعنى الشکر.

وبعض: بمعنى التضرع إلى الله فی المحن والشدائد.

لکنّ أساس جمیعها هو الإیمان والتوجه إلى الله.

وبناء على هذا، یکون مفهوم الآیة هکذا: إن ما یعطیکم الوزن والقیمة والقدر عند الله هو الإیمان بالله والتوجه إلیه، والعبودیة له.

ثمّ یضیف تعالى: (فقد کذّبتم فسوف یکون لزام).

من الممکن التصور أن تضاداً بین بدایة الآیة ونهایتها، أو أنّه لا یبدو على الأقل

الإرتباط والإنسجام اللازم بینهما، ولکن إذا دققنا قلیلا یتّضح أنّ المقصود أساساً هو: أنّکم قد کذبتم فیما مضى بآیات الله وبأنبیائه، فإذا لم تتوجهوا إلى الله، ولم تسلکوا طریق الإیمان به والعبودیة له، فلن تکون لکم أیة قیمة أو مقام عنده، وستحیط بکم عقوبات تکذیبکم.(1)

ومن جملة الشواهد الواضحة التی تؤید هذا التّفسیر، الحدیث المنقول عن الإمام الباقر(علیه السلام)، أنّه سُئِلَ: «کثرة القراءة أفضل أو کثرة الدعاء»؟ فقال(علیه السلام): «کثرة الدعاء أفضل وقرأ هذه الآیة».(2)


1. الآیة أعلاه من الآیات التی هی مورد مناقشات کثیرة بین المفسّرین، وما قلناه فی تفسیرها هو أوضح تفسیر، لکن جماعة من المفسّرین المعروفین ذکروا لها تفسیر آخر خلاصته هکذا:
اللّه لایعتنی بکم، ذلک لأنّکم کذبتم بآیاته، إلاّ أنّ الله یدعوکم إلى الإیمان (طبقاً لهذها التّفسیر: «دعاؤکم» من قبیل إضافة المصدر إلى المفعول، وفاعله ضمیر یعود إلى «ربّی». لکن طبقاً للتفسیر الذی اخترناه فإن «دعاؤکم» من قبیل إضافة المصدر إلى الفاعل، وظاهر إضافة المصدر إلى الضمیر هی أن تکون الإضافة إلى الفاعل، إلاّ أن تظهر قرینة على خلافه).
ثمّة تفسیر ثالث لهذه الآیة وهو أنّ الهدف بیان: إنّکم أیّها البشر، غالباً ما سلکتم طریق التکذیب، فلا وزن ولا قدر لکم عند الله، إلاّ لأجل تلک الأقلیة مثل «عباد الرحمن» الذین یتوجهون إلى الله ویدعونه بإخلاص (هذا التّفسیر وإن کان صحیحاً من ناحیة المعنى والمضمون، لکنّه لا یوافق ظاهر الآیة کثیراً، ذلک لأنّ الضمیر فی «دعاؤکم» و«کذبتم» یعود ظاهراً إلى فئة واحدة لا فئتین (فتأمل!).
2. تفسیر الصافی، ذیل هذه الآیة ـ نقلوا لهذه الرّوایة أیضاً تفاسیر اُخرى یتفاوت یسیر، نقلت أیضاً روایات اُخرى شاهدة على التّفسیر أعلاه، بعضها عن أمالی الشیخ الطوسی، وبعضها عن تفسیر علی بن إبراهیم ذیل هذه الآیة.
سورة الفرقان / الآیة 77 الدعاء طریق إصلاح النفس ومعرفة الله:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma