1ـ عقوبة ثمود

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
تآمر تسعة رهط فی وادی القُرى:سورة النّمل / الآیة 54 ـ 55

تختلف تعابیر آیات القرآن فی موضوع هلاک قوم صالح «ثمود».

فتارةً یأتی التعبیر عن هلاکهم بالزلزلة (فأخذتهم الرّجفة).(1)

وتارة یقول: «عنهم» القرآن: (فأخدتهم الصّاعقة)(2).

وتارة یقول: (وأخذ الّذین ظلموا الصّیحة)(3).

إلاّ أنّه لا منافاة بین هذه التعابیر الثلاثة أبداً... لأنّ «الصاعقة» هی الشعلة الکبیرة بین السحاب والأرض المقرونة بصیحة عظیمة واهتزاز شدید فی الأرض «ذکرنا تفصیلا عن الصیحة السماویة فی ذیل الآیة 67».

روى بعض المفسّرین أنّ أصحاب صالح الذین نجوا معه کانوا أربعة آلاف رجل، وقد خرجوا بأمر الله من المنطقة الموبوءة بالفساد إلى حضر موت(4).

«خاویة» من (الخواء) على وزن (الهواء) معناه السقوط والهوىّ والإنهدام، وقد یأتی الخواء بمعنى الخلو... وهذا التعبیر ورد فی سقوط النجم وهویه، إذا قالوا «خوى النجم» أی هوى.

ویرى الراغب فی المفردات أنّ الأصل فی «خوى» هو الخلو... ویُرِد هذا التعبیر فی البطون الغرثى، والجوز الخالی، والنجوم التی لا تعقب الغیث، کان عرب الجاهلیة یعتقدون أن کل نجم یظهر فی الأفق یصحبه الغیث! «المطر».

روی عن ابن عباس أنّه قال: استفدت من القرآن أنّ الظلم یخرب البیوت ویهدمها، ثمّ استدل بالآیة الکریمة (فتلک بیوتهم خاویةً بما ظلمو)(5).

وفی الحقیقة فإن تأثیر الظلم فی تخریب البیوت والمدن والمجتمعات لا یقاس بأی شیء، فالظلم یأتی بالصاعقة المهلکة، والظلم یزلزل ویدمر... والظلم له أثر کأثر الصیحة ـ فی السماء ـ المهلکة الممیتة، وقد أکد التاریخ مراراً هذه الحقیقة وأثبتها، وهی أنّ الدنیا قد تدوم مع الکفر، إلاّ أنّها لا تدوم مع الظلم أبداً.

ما لا شک فیه أن عقاب ثمود «قوم صالح» کان بعد أن عقروا الناقة «قتلوها» وکما یقول القرآن فی الآیات 65 ـ 67 من سورة هود: (فعقروها فقال تمتعوا فی دارکم ثلاثة أیام ذلک وعد غیر مکذوب، فلمّا جاء أمرنا نجینا صالحاً والذین آمنوا معه برحمة منّا ومن خزی یومئذ إن ربّک هو القوی العزیز، وأخذ الذین ظلموا الصیحة فأصبحوا فی دیارهم جاثمین).

فبناءً على هذه الآیات لم ینزل العذاب مباشرة بعد المؤامرة على قتل صالح، بل الاحتمال القوی أن الجماعة الذین تآمروا على قتله أهلکوا فحسب، ثمّ أمهل اللّه الباقین، فلمّا قتلوا الناقة أهلک الله جمیع الظالمین والآثمین الکافرین.

وهذه هی نتیجة الجمع بین آیات هذه السورة، والآیات الواردة فی هذا الشأن فی سورتی الأعراف وهود.

وبتعبیر آخر: فی الآیات محل البحث جاء بیان إهلاکهم بعد مؤامرتهم على قتل نبیّهم صالح، أمّا فی سورتی الأعراف وهود فبیان هلاکهم بعد عقرهم الناقة، ونتیجة الأمرین أنّهم حاولوا قتل نبیّهم، فلمّا لم یفلحوا أقدموا على قتل الناقة (وعقرها) التی کانت معجزته الکبرى... ونزل علیهم العذاب بعد أن أمهلوا ثلاثة أیام.

ویحتمل أیضاً أنّهم أقدموا على قتل الناقة أولا، فلما هدّدهم نبیّهم صالح بنزول العذاب بعد ثلاثة أیّام حاولوا قتله، فأهلکوا دون أن یفلحوا فی قتله(6).


1. الأعراف، 78.
2. الذاریات، 44.
3. هود، 67.
4. تفسیر مجمع البیان، ج 7، ص 227، وتفسیر روح المعانی، وتفسیر القرطبی، ذیل الآیات مورد البحث.
5. المصدر السابق.
6. تفسیر روح البیان، ذیل الآیة مورد البحث.
تآمر تسعة رهط فی وادی القُرى:سورة النّمل / الآیة 54 ـ 55
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma