من لحظة الموت تبدأ حسرات المجرمین وآهاتهم، وتشتعل فی قلوبهم رغبة الرجوع إلى الدنیا، ویصرخون ویدعون ولات حین مناص.
وفی القرآن الکریم أمثلة کثیرة فی هذا الصدد، أکثرها بساطة هذه الآیة محل البحث (هل نحن مُنظرون).
أمّا فی الآیة 27 من سورة الأنعام فنقرأ: (یا لیتنا نُردّ ولا نکذّب بآیات ربّن).
أمّا فی الآیة 66 سورة الأحزاب فتقول منها: (یا لیتنا أطعنا الله وأطعنا الرّسول).
ونقرأ فی الآیتین 99 ـ 100 من سورة المؤمنون: (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ أرجعون * لعلّی أعمل صالحاً فیما ترکت).
وهذه الحالة تستمر حتى فی صوره وقوف المجرمین على حافة النار، کما فی الآیة 27 من سورة الأنعام، إذ تقول: (ولو ترى إذ وقفوا على النّار فقالوا یا لیتنا نُردّ ولا نکذّب بآیات ربّنا ونکون من المؤمنین).
إلاّ أنّ هذه العودة لن تتحقق، لأنّها سنة الله سبحانه، ولن تجد لسنة الله تبدیلا، ولن تجد لسنة الله تحویلا، فلو قطعت ثمرة غیر ناضجة من الشجرة ثمّ عادت، ولو سقط الجنین من بطن اُمّه قبل اکتماله، ثمّ عاد إلى الرحم... لأمکن أن یعود هؤلاء...
فبناءً على ذلک فإنّ الطریق الوحید المعقول، هو التوقّی من حسرة ما بعد الموت بالتوبة من الذنب، والأعمال الصالحة، ما دامت الفرصة سانحة وإلاّ فلا ینفع الندم بعد فوات الأوان!