بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
مقارنة بین الجنّة والنار: سورة الفرقان / الآیة 17 ـ 19

ینبغی الإلتفات أوّلا إلى هذه النکتة، وهی الآیات الکریمة وصفت الجنّة بالخلود تارةً وصفة لأهل الجنّة تارةً اُخرى، لیکون تأکیداً على هذه الحقیقة، وهی کما أنّ الجنّة خالدة، فکذلک ساکنوها.

قوله تعالى: (لهم فیها ما یشاؤون) جاءت فی مقابل حال الجهنمیین فی الآیة 54 من سورة سبأ (وحیل بینهم وبین ما یشتهون).

التعبیر بـ «مصیر» بعد کلمة «جزاء» بالنسبة إلى الجنّة، کله تأکید على ما یدخل فی مفهوم الجزاء، وهو بجمیعه نقطة مقابلة إزاء مکان أهل النّار، حیث ورد فی الآیات السابقة أنّهم یلقون فی مکان ضیق محدود مقرنین بالأصفاد.

قوله تعالى: (کان على ربک وعداً مسؤول) إشارة إلى أنّ المؤمنین کانوا فی أدعیتهم یطلبون من الله الجنّة وجمیع نعمها، فهم السائلون، والله «المسؤول منه» کما نقرأ قول المؤمنین فی الآیة 194 من سورة آل عمران (ربّنا وآتنا ما وعدتّنا على رسلک...)، لسان حال جمیع المؤمنین أیضاً، إنّهم یطلبون هذا الطلب من الله، لأنّ لسان حال کل من یطیع أمره تبارک وتعالى أن یطلب ذلک.

والملائکة کذلک یسألون الله الجنّة والخلود للمؤمنین، کما نقرأ فی الآیة 8 من سورة المؤمن: (ربّنا وأدخلهم جنّات عدن التی وعدتهّم...).

و یوجد هنا تفسیر آخر، وهو أنّ کلمة (مسؤول) تأکید على هذا الوعد الإلهی، الحتمی، یعنی أنّ هذا الوعد على قدر عظیم من القطع بحیث إنّ المؤمنین یستطیعون أن یطالبوا الله به، وهذا یشبه ما إذا أعطینا وعداً لأحد، وأعطیناه ـ فی الضمن ـ الحقَ فی أن یطالبنا به.

قطعاً لا یوجد أی مانع من أن تجتمع کل هذه المعانی فی المفهوم الواسع لـ  (مسؤولا).

بالإلتفات إلى قوله تعالى: (لهم فیها ما یشاؤون) قد یطرح لدى البعض هذه السؤال: إذا أخذنا فی الاعتبار المفهوم الواسع لهذه العبارة، فنتیجة هذا أنّ أهل الجنّة إذا أرادوا مثلاً مقام الأنبیاء والأولیاء یعطى لهم، أو إذا طلبوا نجاة أقربائهم وأصدقائهم المذنبین المستحقین لجهنم، یعطون سؤلهم، وما سوى هذه الرغبات؟!

و یتّضح الجواب مع الإلتفات إلى هذه النکتة، وهو أنّ الحجب تزول عن أعین أهل الجنّة فیدرکون الحقائق جیداً، ویتّضح تناسبها فی نظرهم کاملا، إنّهم  لا یخطر ببالهم أبداً أن یطلبوا من الله طلبات کهذه، وهذا یشبه تماماً أن نطلب فی الدنیا من طفل فی الابتدائیة أن یکون اُستاذاً فی الجامعة، أو أن یکون لصٌ مجرم قاضیَ محکمة... ترى هل تخطر مثل هذه الاُمور فی فکر أی عاقل فی الدنیا!؟ وفی الجنّة أیضاً کذلک، فضلا عن هذا فإنّ کلَّ إرادتهم فی طول إرادة الله، وإنَّ ما یریدونه هو ما یریده الله.

مقارنة بین الجنّة والنار: سورة الفرقان / الآیة 17 ـ 19
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma