مصیر الفراعنة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة الشّعراء / الآیة 52 ـ 59 1ـ هل حکم بنو إسرائیل فی مصر؟!

فی الآیات المتقدمة... رأینا کیف أنّ موسى خرج منتصراً من تلک المواجهة، رغم عدم إیمان فرعون وقومه إلاّ أنّ هذه القضیة کان لها عدة آثار مهمّة، یعدُّ کلٌ منها إنتصاراً مهمّاً:

آمن بنو إسرائیل بنبیّهم «موسى(علیه السلام)» والتفّوا حوله بقلوب موحّدة... لأنّهم بعد سنوات طوال من القهر والتعسف والجور یرون نبیّاً سماویاً فی أوساطهم یضمن هدایتهم وعلى استعداد لأن یقود ثورتهم نحو الحریة وتحقیق النصر على فرعون.

لقد شقّ موسى(علیه السلام) طریقه وسط أهل مصر من الأقباط وغیرهم... ومال إلیه جمع منهم، أو على الأقل خافوا من مخالفته، وطافت أصداء دعوة موسى فی أرجاء مصر جمعاء!

وأهمّ من کل ذلک أنّ فرعون لم یر فی نفسه القدرة ـ لا من جهة أفکار عامّة الناس، ولا من جهة الخوف على مقامة ـ على مواجهة رجل له عَصَا کهذه العصا، ولسان مؤثر کلسان موسى.

هذه الاُمور هیأت أرضیة ملائمة لأن ینشر موسى(علیه السلام) دعوته بین الناس، ویتمّ الحجة علیهم!

ومرّت سنون طوال على هذا المنوال، وموسى(علیه السلام) یظهر المعاجز تلو المعاجز ـ کما أشارت إلیها سورة الأعراف وبینّاها فی ذیل الآیات 130 ـ 135 منها ـ إلى جانب منطقه المتین،

حتى ابتلى الله أهل مصر بالقحط والجذب لسنوات لعلهم یتّقون «لمزید الإیضاح لا بأس بمراجعة تفسیر الآیات آنفة الذکر».

ولمّا أتمّ موسى على أهل مصر الحجة البالغة، وامتازت صفوف المؤمنین من صفوف المنکرین، نزل الوحیُ على موسى أن یخرج بقومه من مصر، والآیات التالیة تجسد هذا المشهد فتقول أوّلا: (وأوحینا إلى موسى أن أسر بعبادی إنّکم متّبعون).

وهذه خطة إلهیة على موسى(علیه السلام) أن یمتثلها ویسری بقومه لیلا، وأنّ على فرعون وقومه أن یعلموا ذلک فیتبعوهم لیحدث ما یحدث بأمر الله.

والتعبیر بـ «عبادی» بضمیر الإفراد، مع أنّ الفعل (أوحین) فی الجملة ذاتها مسند إلى ضمیر الجمع، إنّما هو لبیان منتهى محبة الله لعباده المؤمنین.

وفعلا امتثل موسى(علیه السلام) هذا الأمر، وعبأ بنی إسرائیل بعیداً عن أعین أعدائهم، وأمرهم بالتحرک، واختار اللیل خاصّة لتنفیذ أمر الله لتکون خطته نافذة.

إلاّ أنّ من البدیهی أن حرکة جماعة بهذا الشکل لیس هیناً یسیراً یمکن إخفاؤه لزمان طویل، فما کان أسرع أن رفع جواسیس فرعون هذا الخبر إلیه، وکما یحدثنا القرآن عن ذلک أنّ فرعون أرسل رسله وأعوانه إلى المدن لجمع القوات: (فأرسل فرعون فی المدائن حاشرین).

بالطبع فإنّ فی تلک الظروف، وصول إبلاغ فرعون إلى المدائن، وجمیع مناطق مصر، یحتاج إلى زمان معتنى به لکن من الطبیعی أن یصل هذا البلاغ المدن القریبة بسرعة وتتحرک القوى المعدّة فوراً، وتؤدّی مقدمة الجیش مهمّتها، وتتبعها بقیة الأفواج بالتدریج.

ولتعبئة الناس ـ ضمناً ـ وتهیئة الأرضیة لإثارتهم ضد موسى وقومه، أمر فرعون أن یُعلَن (إنّ هؤلاء لشرذمة قلیلون).

فبناء على ذلک فنحن منتصرون عند مواجهتنا لهذه الفئة القلیلة حتماً.

و «الشرذمة» فی الأصل تعنی القلة من الجماعة، کما تعنی ما تبقى من الشیء، ویطلق على اللبوس الممزق الخلق «شراذم»، فبناءً على هذا یکون المعنى أنّ هؤلاء «أی موسى وقومه» بالإضافة إلى أنّهم قلیلون فهم متفرقون، فکأن فرعون، بهذا التعبیر أراد أن یجسد عدم انسجام بنی إسرائیل من حیث إعداد الجیش فیهم.

ثمّ تضیف الآیة الاُخرى حاکیة عن لسان فرعون (وإنّهم لنا لغائظون) فمن یسقی مزارعنا غداً، ومن یبنى لنا القصور؟ ومن یخدم فی البیوت والقصور غیرهم؟!

ثمّ إنّا من مؤامرتهم یجب أن نکون على حذر سواء أقاموا أم رحلوا: (وإنا لجمیع حاذرون) ومستعدون جمیعاً لمواجهتهم.

وقد فسّر بعضهم «حاذرون» على أنّها من الحذَر، بمعنى الخوف والخشیة من التآمر، وفسّر بعضهم (حاذرون) على أنّها من الحذِر، بمعنى الفطنة والتهیؤ من حیث السلاح والقوّة. إلاّ أنّ هذین التّفسیرین لا منافاة بینهما، فربّما کان فرعون وقومه قلقین من موسى ومستعدین لمواجهته أیضاً.

ثمّ یذکر القرآن النتیجة الإجمالیة لعاقبة فرعون وقومه وزوال حکومته، وقیام حکومة بنی إسرائیل، فیقول: (فأخرجناهم من جنّات وعیون * وکنوز ومقام کریم).

أجل (کذلک وأورثناها بنی إسرائیل).

وهناک اختلاف بین المفسّرین فی المراد من کلمة (مقام کریم)، فقال بعضهم بأنّها القصور المجللة والمساکن المظللة.

وقال بعضهم بأنّها المجالس المنعقدة بالحبور والسرور والنشاط.

وقال بعضهم: المراد مقام الحکام والأمراء، الذین یجلسون على کراسیهم ومن حولهم أتباعهم وجنودهم یمتثلون أوامرهم.

وقال بعضهم: بل یعنی المنابر التی کان یصعدها الخطباء «المنابر التی کانت لصالح فرعون وحکومته وجهازه فهی بمثابة أبواق إعلام له».

وبالطبع فإن المعنى الأوّل أنسب من الجمیع کما یبدو، رغم أنّ هذه المعانی غیر متباینة ومن الممکن أن تجتمع هذه المعانی جمیعاً فی مفهوم الآیة... فالمستکبرون (فرعون وقومه) أخرجوا من قصورهم وحکومتهم وموقعهم وقدرتهم، کما أخرجوا من مجالسهم المنعقدة بالحبور والسرور.

سورة الشّعراء / الآیة 52 ـ 59 1ـ هل حکم بنو إسرائیل فی مصر؟!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma