1ـ الإنسجام التام فی دَعَوات الأنبیاء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
عاقبة الحمقى: 2ـ التقوى، بدایة دعوة الأنبیاء جمیعاً

فی ختام قصص هؤلاء الأنبیاء السبعة نجد أن هذه القصص تشکّلُ حلقة کاملة من حیث الدروس التربویة... وینبغی أن نلتفت إلى هذه «اللطیفة»(1) وهی أنّ قصص هؤلاء الأنبیاء جمیعاً جاءت فی سور اُخَر من القرآن أیضاً. إلاّ أنّها لم تُعرَض بهذا العرض بحیث نجد أن بدایة دعوتهم منسجمة، کما أنّ نهایاتها منسجمة أیضاً.

ولوحظ فی خمسة أقسام من هذه القِصص أن محتوى الدعوة هو تقوى الله، ثمّ الإشارة إلى أمانة النّبی، وعدم مطالبته قومه بالأجر على تبلیغه إیّاهم... وبعد هذه المسائل تعالج المسائل الاجتماعیة، والانحرافات الأخلاقیة، من قبل الأنبیاء بلغة تنمّ عن الإشفاق والمحبة...

ثمّ یبیّن القرآن ردّ فعل الاُمم المنحرفة تجاه أنبیائهم، وأخیراً عاقبتهم الوخیمة، ویذکر عذاب کل منهم وکیفیته.

وفی نهایة کل من هذه القصص السبع یشیر القرآن إلىّ أن فی ذلک آیة وأنّ أکثرهم لا یؤمنون.

ثمّ یؤکّد القرآن أیضاً فی نهایة کل قصّة منها على قدرة الله (وعزته) ورحمته.

وهذا الإنسجام ـ قبل کل شیء ـ یدلُّ على تجلی مفهوم وحدة دعوات الأنبیاء، بحیث کانوا ذوی منهج واحد وبدایة واحدة ونهایة واحدة... وجمیعهم کانوا معلمی مدارس الإنسانیة... وبالرغم من أنّ محتوى هذه المدارس کان ینبغی أن یتغیّر بتقدم الزمن والمجتمع الإنسانی، إلاّ أنّ الاُصول والنتائج تبقى على حالها.

ثمّ بعد هذا کله، فإن هذه القصص کانت تسرّی عن قلب النّبی والمؤمنین القلّة فی ذلک العصر (والمؤمنون فی کل عصر) وتسلّی خاطرهم، لئلا یحزنوا وییأسوا من کثرة المشرکین والأعداء الضالین، وأن یثقوا ویتوقعوا العاقبة لهم... وأن یکون أملهم بذلک کبیراً.

کما أنّ ذلک إنذار للجبابرة والمستکبرین والظالین ـ فی کل عصر وزمان ـ لئلا یتصوروا بأنّ عذاب الله بعید عنهم... العذاب بأنواعه کالزلزلة والصاعقة، والطوفان والبرکان... وانشقاق الأرض والخسف، والأمطار الغزیرة التی تعقبها السیول المدمّرة، والإنسان المعاصر ضعیف أمامها کضعف الإنسان الغابر... لأنّ الإنسان المعاصر ـ بالرغم من جمیع قواه وتقدمه الصناعی عاجز أمام الطوفان والصاعقة والزلزلة... ویبقى ضعیفاً لا حول له ولا طول!

کل ذلک من أجل أنّ الهدف من قصص القرآن هو تکامل الناس وبلوغهم الرشد، والهدف تنویر القلوب ومعالجة الهوى بالتعقّل... وأخیراً فإنّ الهدف هو مواجهة الظلم والانحراف.


1. اللطیفة، ممّا لطف ودقّ وهی الشیء الخفی الذی یحتاج إلى دقّة لإدراکه. (المصحح)
عاقبة الحمقى: 2ـ التقوى، بدایة دعوة الأنبیاء جمیعاً
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma