جاءت الآیة الأخیرةُ ـ ممّا نحن بصدده ـ جملةً شرطیةً لم یذکر جزاءها حیث تقول: (ولولا فضل الله علیکم ورحمته وأنّ الله توّاب حکیم). لکنّها لم تذکر نتیجة ذلک، وبملاحظة القرائن فیها یتّضح لنا جواب الشرط، والصمت إزاء مسألة ما یکشف عن أهمیتها البالغة، ویثیر فی مخیلة المرء تصورات عدیدة لها،وکل تصور منها له مفهوم جدید، فهنا قد یکون جواب الشرط: لولا فضل الله ورحمته علیکم، لکشف عن أعمالکم وفضحکم.
أو: لولا فضل الله ورحمته علیکم، لعاقبکم فوراً وأهلککم.
أو: لولا هذا الفضل، لما وضع الله سبحانه وتعالى مثل هذه الأحکام الدقیقة من أجل تربیتکم.
وفی الواقع فإن حذف جواب الشرط یثیر فی فکر القارىء کل هذه الاُمور(1).