حسبما یراها الکثیر من المفسّرین، تَعنی: ألم تعلم، حیث التسبیح العام من قبل جمیع
المخلوقات فی العالم لا یمکن إدراکه بالعین، بل بالقلب والعقل.
ولکونِ هذهِ القضیة واضحةً جِداً وکأنّها ترى بالعین المجرّدة، استخدمت الآیةُ عبارة (ألم تر).
کما یجب الإنتباه إلى أنّه على الرغم من کونِ المخاطَب فی هذه الآیة النّبی(صلى الله علیه وآله) بالذات، فإنّ عدداً من المفسّرین یرى أنّها تشمل الناس جمیعاً، لأنّ ذلک من أسالیب القرآن المجید اتبعها فی کثیر من آیاته.
وقال البعض: إنَّ هذا الخطاب خاصّ بالنّبی(صلى الله علیه وآله) فی مرحلة الرؤیا والمشاهدة، حیث منحه اللهُ القدرة على مشاهدة تسبیح جمیع المخلوقات، وکذلک منح سبحانه وتعالى هذه القدرة لجمیع عباده المخلصینَ له المتمسّکین بِهُداه.
أمّا بالنسبة لعامّة الناس، فالمسألة تخصّ إدراکَهُم لتسبیح الموجوداتِ عن طریق العقل، ولیس بالمشاهدةِ البصریَّةِ(1).