4- فلسفة الرجعة!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
3- وقوع الرجعةسورة النّمل / الآیة 86 ـ 88

إنّ أهم سؤال یثار فی هذا الصدد، هو: ما الهدف من الرجعة قبل یوم القیامة؟!

ومع ملاحظة ما یستفاد من الرّوایات الإسلامیة من أنّ هذا الموضوع لیس عامّاً بل یختصّ بالمؤمنین الخلّص الذین هم فی مرحلة عالیة من الإیمان، والکفار والطغاة الظلمة الذین هم فی مرحلة منحطة من الکفر والظلم... فیبدو أنّ الرجعة لهاتین الطائفتین للدنیا ثانیةً هی من أجل إکمال الطائفة الاُولى حلقتها التکاملیة، وأن تذوق الطائفة الثّانیة جزاءها الدنیوی.

وبتعبیر آخر: إنّ الطائفة المؤمنة «خالصة الإیمان» الذین واجهوا الموانع والعوائق فی مسیر تکاملهم المعنوی فی حیاتهم ولم یتکاملوا الکمال اللائق باستعدادهم، فإنّ حکمة الله تقتضی أن یتکاملوا عن طریق الرجعة لهذه الدنیا وأن یکونوا شهداء الحکومة العالمیّة للحقّ والعدل، وأن یساهموا فی بناء هذه الحکومة، لأنّ المساهمة فی بناء مثل هذه الحکومة من أعظم الفخر!.

وعلى عکس الطائفة الآنفة الذکر، هناک طائفة من المنافقین والجبابرة المعاندین، ینبغی أن ینالوا جزاءهم الدنیوی بالإضافة إلى جزاءهم الأخروی، کما ذاق ـ قوم فرعون وثمود وعاد وقوم لوط جزاءهم ـ ولا طریق لأن یذوقوا عذاب الدنیا إلاّ بالرجعة!.

یقول الإمام الصادق(علیه السلام) فی بعض أحادیثه «إنّ الرجعة لیست بعامة، وهی خاصّة، لا یرجع الاّ من محض الإیمان محضاً، أو محض الشرک محضاً»(1).

ولعل الآیة 95 من سورة الأنبیاء (وحرام على قریة أهلکناها إنّهم  لا یرجعون)تشیر إلى هذا المعنى أیضاً، لأنّها تتحدث عن عدم رجوع اُولئک الذین ذاقوا عذابهم الشدید فی هذه الدنیا، فیتّضح منها أن اُولئک الذین لم یذوقوا مثل هذا الجزاء ینبغی أن یرجعوا، فیذوقوا عذابهم «فلاحظوا بدقّة».

کما یرد هذا الاحتمال أیضاً، وهو أنّ رجعة «الطائفتین هاتین» فی ذلک المقطع الخاص من الزمان هی بمثابة درسین کبیرین وآیتین مهمتین من آیات عظمة الله ـ ومسألة القیامة و«المبدأ والمعاد» ـ للناس، لیبلغوا أسمى درجات الکمال المعنوی بمشاهدتهما ویزداد إیمانهم... ولا یکونوا مفتقرین إلى شیء أبداً.

ویتصور بعضهم أنّ الاعتقاد بالرجعة لا ینسجم وأصل حریة الإرادة والاختیار عند البشر!.

وممّا بیّناه آنفاً یتّضح أنّ هذا اشتباه محض، لأنّ رجوع من یرجع إلى هذه الدنیا سیکون فی ظروف طبیعیة، ویتمتع بحریة کاملة.

وما یقوله بعضهم بأنّه من الممکن أن یتوب الجبابرة والکفار المعاندون بعد الرجعة ویعودوا إلى الحق، فجوابه أنّ هؤلاء الأفراد غارقون فی الظلم والفساد والکفر بحیث إنّ هذه الاُمور مندمجة مع روحهم ونسیجهم ولا یتصور توبتهم!.

کما أنّ القرآن یحکی فی ردّه على طلب أهل النّار یوم القیامة الرجوع إلى الدنیا، لیقضوا ما فاتهم ولا یعملوا السیئات... فیقول: (ولو ردّوا لعادوا لما نُهوا عنه).(2)

کما یتّضح الجواب على إشکال بعضهم من أنّ الرجعة لا تنسجم مع الآیة 100 من سورة المؤمنون لأنّه طبقاً لهذه الآیة فإن المشرکین یطلبون الرجوع إلى هذه الدنیا لیعملوا صالحاً، ویقول کل منهم: (رب ارجعون * لعلّی أعمل صالحاً فیما ترکت) فیرد علیه بالقول: (کلاّ إنّها کلمة هو قائله).

فالجواب على هذا الإشکال، أن هذه الآیة عامة والرجعة خاصة «فلاحظوا بدقّة».

وآخر الکلام هنا أنّ الشیعة مع اعتقادهم بالرجعة التی أخذوها عن أهل البیت(علیهم السلام)فإنّهم لا یحکمون على منکری الرجعة بالکفر، لأنّ الرجعة من ضروریّات المذهب الشیعی لا من ضروریات الإسلام.

فبناءً على ذلک فإنّ هذه المسألة لا تقطع وشائج الأخوة الإسلامیة مع الآخرین... إلاّ أنّ الشیعة تواصل دفاعها المنطقی عن عقیدتها هذه.

وینبغی الإلتفات إلى أنّ هناک خرافات تمتزج أحیاناً بالرجعة فتشوّه وجهها فی نظر البعض، فینبغی أن نعول على الأحادیث الإسلامیة الصحیحة فی الشأن، وأن نتجنب الأحادیث المطعون فیها أو المشکوکة.

وما ذکرناه هنا خلاصة موجزة عمّا یتعلق بالرجعة، وینبغی مراجعة الکتب التی تتحدث عن هذا الشأن لمن أراد أن یستزید ویعرف خصائص أخر للرجعة أو جزئیاتها.

ومع ملاحظة هذا المقدار الذی بیّناه یتّضح الجواب على الحملات المسعورة من قبل اُولئک الذین لم یطّلعوا على هذا الموضوع من إخواننا أهل السنة «کما فعل «الآلوسی» فی تفسیره روح المعانی ذیل الآیات محل البحث» وأن إشکالهم على مسألة الرجعة ناشىء من عدم تعقلهم لها حتى عدّوها أسطورة!.


1. بحار الانوار، ج 53، ص 39.
2. الأنعام، 28.
3- وقوع الرجعةسورة النّمل / الآیة 86 ـ 88
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma