لا تطیعوا المسرفین المفسدین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة الشّعراء / الآیة 141 ـ 152 العلاقة بین الإسرافِ والفساد فی الأرض!

القسم الخامس من قصص الأنبیاء فی هذه السورة، هو قصّة «ثمود» الموجزة القصیرة، ونبیّهم «صالح» الذین کانوا یقطنون فی «وادی القُرى» بین المدینة والشام، وکانت حیاتهم مترفة مرفهة... إلاّ أنّهم لطغیانهم وعنادهم اُبیدوا واُبیروا حتى لم یبق منهم دیّار ولم تترک لهم آثار.

وبدایة القصّة هذه مشابهة لبدایة قصة عاد «قوم هود» وبدایة قصة نوح وقومه، وهی تکشف کیف یتکرر التاریخ، فتقول: (کذّبت ثمود المرسلین).

لأنّ دعوة المرسلین جمیعاً دعوة واحدة، فتکذیب ثمود نبیّهم صالحاً تکذیب للمرسلین أیضاً.

وبعد ذکر هذا الإجمال یفصّل القرآن ما کان بین صلاح وقومه، فیقول: (إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتّقون).

لقد کان النّبی صالح هادیاً ودلیلا لقومه مشفقاً علیهم، فهو بمثابه «الأخ» لهم، ولم یکن

لدیه نظرة استعلائیة ولا منافع مادیّة، ولذلک فقد عبّر القرآن عنه بکلمة «أخوهم»... وقد بدأ دعوته إیّاهم کسائر الأنبیاء بتقوى الله والإحساس بالمسؤولیة!

ثمّ یقول لهم معرفاً نفسه: (إنّى لکم رسول أمین) وسوابقی معکم شاهد مبین على هذا الأمر (فاتّقوا الله وأطیعون) إذْ لا أرید إلاّ رضا الله والخیر والسعادة لکم...

ولذلک فأنا لا أطلب عوضاً منکم فی تبلیغی إیّاکم... (وما أسألکم علیه من أجر إن أجری إلاّ على ربّ العالمین) فأنا أدعوکم له، وأرجو الثواب منه سبحانه.

کان هذا أوّل قسم من سیرة صالح التی تلخصت فی دعوته قومه وبیان رسالته إلیهم...

ثمّ یضع «صالح» اصبعه على نقاط حساسة من حیاتهم، فیتناولها بالنقد ویحاکمهم محاکمة وجدانیة، فیقول: (أتترکون فى ما ها هنا آمنین).

وتتصورون أنّ هذه الحیاة المادیة التی تستغفل الإنسان دائمة له وهو خالد فیها! فلذلک تأمنون من الجزاء، وأنّ ید الموت لا تنوشکم؟!

وبالأسلوب المتین، اُسلوب الإجمال والتفصیل... یشرح النّبی صالح لقومه تلک الجملة المغلقة والمجملة بقوله: وتحسبون أنّکم مخلّدون (فی جنّات وعیون * وزروع ونخل طلعها هضیم).(1)

ثمّ ینتقدهم على بیوتهم المرفهة الُمحکمة فیقول: (وتنحتون من الجبال بیوتاً فارهین).

«الفارِهُ» مشتق من (فره على وزن فَرِح) ومعناه فی الأصل السرور المقرون باللامبالاة وعبادة الهوى... کما یستعمل فی المهارة عند العمل أحیاناً... ومع أنّ المعنیین ینسجمان مع الآیة، إلاّ أنّه مع ملاحظة توبیخ نبیّهم صالح إیّاهم وملامته لهم فیبدو أنّ المعنى الأوّل أنسب.

ومن مجموع هذه الآیات وبمقایستها مع ما تقدم من الآیات فی شأن عاد، یستفاد أنّ عاداً «قوم هود» کان أکثر اهتمامهم فی حب الذات والمقام والمفاخرة على سواهم... فی حین أنّ ثمود «قوم صالح» کانوا أسرى بطونهم والحیاة المرفهة»... ویهتمون أکبر اهتمامهم بالتنعم، إلاّ أنّ عاقبة الجماعتین کانت واحدة، لأنّهم جعلوا دعوة الأنبیاء التی تحررهم من سجن عبادة الذات للوصول إلى عبادة الله، جعلوها تحت أقدامهم، فنال کلٌّ منهم عقابه الصارم الوبیل.

وبعد ذکر هذه الإنتقادات یتحدث النّبی صالح(علیه السلام) فی القسم الثّالث من کلامه مع قومه، فیقول: (فاتّقوا الله وأطیعون * ولا تطیعوا أمر المسرفین * الّذین یفسدون فی الأرض ولا یصلحون).


1. «الطلع» مأخوذ من مادة «الطلوع» ویستعمل فی ما یکون منه الرطب بعدئذ، وهو معروف وشکله جمیل منضوم نضید، له غلاف ینشقّ عنه العِذقُ أول الربیع. ثمّ یُلقح بید الإنسان أو بالریاح لیکون الثمر... وقد یستعمل الطلع فی الثمرة الاُولى للنخل!«الهضیم» من مادة «هضم» ، وله معان مختلفة، فتارة یراد منه الثمرة الناضجة، وتارة یطلق على الثمر اللین القابل للهضم، وتارة یطلق على المهضوم، وقد یستعمل بمعنى المنظوم المنضد، فإذا کان الطلع فی الآیة مورد البحث بمعنى العذق أوّل طلوعه، فالهضیم معناه المنضود، وإذا کان الطلع أول الثمر فالهضیم معناه الناضج اللین اللطیف.
سورة الشّعراء / الآیة 141 ـ 152 العلاقة بین الإسرافِ والفساد فی الأرض!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma