2ـ من هم المستضعفون ومن هم المستکبرون؟!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
1ـ حکومة المستضعفین العالمیة3ـ أسلوب المستکبرین على مدى التاریخ

کلمة «المستضعف» مشتقّة من مادة «ضعف»، ولکنّها لما استعملت فی باب «الإستفعال» دلت على من یکبّل بالقید والغلّ ویجرّ إلى الضعف.

وبتعبیر آخر: لیس المستضعف هو الضعیف والفاقد للقدرة والقوّة.. بل المستضعف من لدیه قوى بالفعل وبالقوة، ولکنّه واقع تحت ضغوط الظلمة والجبابرة، وبرغم أنّه مکبل بالأغلال فی یدیه ورجلیه فإنّه غیر ساکت  ولا یستسلم، ویسعى دائماً لتحیطم الأغلال ونیل الحریة، والتصدی للجبابرة والمستکبرین، ونصرة مبدأ العدل والحق.

فالله سبحانه وعد أمثال هؤلاء بالمنّ وبالحکومة على الأرض، لا الأفراد الجبناء الذین لا یجرؤن على أدنى اعتراض فکیف إذا حمی الوطیس وحان أوان التضحیة والفداء؟!

فبنوا إسرائیل استطاعوا أن یأخذوا الحکومة ویرثوها من الفراعنة لأنّهم التفوا حول موسى(علیه السلام) وعبؤوا قواهم وشکّلوا صفاً واحداً، واستکملوا بقایا إیمانهم الذی ورثوه عن جدّهم إبراهیم الخلیل، ونفضوا الخرافات عن أفکارهم ونهضوا مع موسى(علیه السلام).

وبالطبع فإنّ المستضعفین أنواع، فهناک مستضعف فکریٌّ، وهناک مستضعف ثقافیٌّ، وهناک مستضعف اقتصادی، وآخر مستضعف سیاسی، أو أخلاقی، وأکثر ما أکّد علیه القرآن هو الاستضعاف السیاسی والأخلاقی!.

وما من شک أنّ المستکبرین الجبابرة یسعون أبداً لأن یجرّوا قرابینهم إلى الاستضعاف الفکری والثقافی، ثمّ إلى الاستضعاف الاقتصادی، لئلا تبقى لهم قوّةً ولا قدرة، ولئلا یفکروا بالنهوض وتولی زمام الحکومة.

وفی القرآن المجید ورد الکلام عن المستضعفین فی خمسة موارد، وعلى العموم فإنّ هذا الکلام یدور حول المؤمنین الذین یرزخون تحت ضغوط الجبابرة.

ففی مکان من القرآن الکریم یدعو إلى الجهاد والمقاتلة فی سبیل الله والمستضعفین إذ یقول: (وما لکم لا تقاتلون فی سبیل الله والمستضعفین من الرجال والنساء والولدان الذین یقولون ربّنا أخرجنا من هذه القریة الظالم أهلها واجعل لنا من لدنک ولیّاً واجعل لنا من لدنک نصیر).(1)

وفی مکان واحد فقط ورد الکلام عن الذین أعانوا الکفار وظلموا أنفسهم، وادعوا أنّهم مستضعفون، ولم یهاجروا فی سبیل الله، فالقرآن ینفی عنهم هذا الاستضعاف فیقول: (إنّ الذین توفّاهم الملائکة ظالمی أنفسهم قالوا فیم کنتم قالوا کنّا مستضعفین فی الأرض قالوا ألم تکن أرض الله واسعة فتهاجروا فیها فاُولئک مأواهم جهنّم وساءت مصیر).(2)

وعلى کل حال فإنّه القرآن فی کل مکان منه یدافع عن المستضعفین ویذکرهم بخیر، ویعبّر عنهم بالمؤمنین الذین یرزخون تحت ضغوط المستکبرین... المؤمنون المجاهدون والساعون بجدّهم المشمولون بعنایة الله ولطفه.


1. النساء، 75.
2. النساء، 97.
1ـ حکومة المستضعفین العالمیة3ـ أسلوب المستکبرین على مدى التاریخ
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma