مکافحة السفور وخائنة الأعین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سبب النّزول 1ـ فلسفة الحجاب

قلنا فی البدایة: إنّ هذه السورة ـ فی الحقیقة ـ اختصت بالعفة والطهارة وتطهیر الناس من جمیع الانحرافات الجنسیة، وبحوثها منسجمة، وهی تدور حول الأحکام الخاصّة بالنظر إلى الأجنبیة والحجاب، ولا یخفى على أحد إرتباط هذا البحث بالبحوث الخاصّة بالقذف.

تقول الآیة أوّلا: (قل للمؤمنین یغضّوا من أبصارهم ویحفظوا فروجهم).

وکلمة «یغضوا» مشتقّة من «غضّ» من باب «ردّ» وتعنی فی الأصل التنقیص، وتطلق غالباً على تخفیض الصوت وتقلیل النظر، لهذا لم تأمر الآیة أن یغمض المؤمنون عیونهم، بل أمرت أن یغضّوا من نظرهم، وهذا التعبیر الرائع جاء لینفی غلق العیون بشکل تام بحیث لا یعرف الإنسان طریقه بمجرّد مشاهدته امرأة لیست من محارمه، فالواجب علیه أن لا یتبحّر فیها، بل إنّ یرمی ببصره إلى الأرض، ویصدق فیه القول أنّه غضَّ من نظره وأبعد ذلک المنظر من مخیلته.

وممّا یلفت النظر أنّ القرآن الکریم لم یحدد الشیء الذی یستوجب غضّ النظر عنه. (أی أنه حذف متعلّق الفعل) لیکون دلیلا على عمومیته، أی غضّ النظر عن جمیع الأشیاء التی حرم الله النظر إلیها.

ولکن سیاق الکلام فی هذه الآیات، وخاصّة فی الآیة التالیة التی تتحدث عن قضیة الحجاب، یوضح لنا جیداً أنّها تقصد النظر إلى النساء غیرالمحارم، ویؤکّد هذا المعنى سبب النّزول الذی ذکرناه(1) سابقاً.

ویتّضح لنا ممّا سبق أنّ مفهوم الآیة السابقة لیس هو حرمة النظر الحاد إلى النساء غیرالمحارم، لیتصور البعض أنَّ النظر الطبیعی إلى غیر المحارم مسموح به، بل إنّ نظر الإنسان یمتدّ إلى حیّز واسع ویشمل دائره واسعة، فإذا وجد امرأة من غیر المحارم علیه أن یخرجها عن دائرة نظره، وألاّ ینظر إلیها، ویواصل السیر بعین مفتوحة، وهذا هو مفهوم غضّ النظر. (فتأملوا جید).

الحکم الثّانی فی الآیة السابقة: هو «حفظ الفروج». و«الفرج» ـ کما قلنا سابقاً ـ یعنی الفتحة والفاصلة بین شیئین، إلاّ أنّها هنا ورد کنایة عن العورة.

والقصد من حفظ الفرج ـ کما ورد فی الأحادیث ـ هو تغطیته عن الأنظار، وقد جاء فی حدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام) قوله: «کلّ آیة فی القرآن فیها ذکر الفروج فهی من الزنا، إلاّ هذه الآیة فإنّها من النظر»(2).

إن الإسلام نهى عن هذا العمل المندفع مع الأهواء النفسیة والشهوات، لأنّ (ذلک أزکى لهم) کما نصّت علیه الآیة ـ موضع البحث ـ فی ختامها.

ثمّ تحذر الآیة اُولئک الذین ینظرون بشهوة إلى غیر محارمهم، ویبررون عملهم هذا بأنّه غیر متعمّد فتقول: (إنّ الله خبیر بما تصنعون).

وتناولت الآیة التالیة شرح واجبات النساء فی هذا المجال، فأشارت أوّلا إلى الواجبات التی تشابه ما على الرجال، فتقول: (وقل للمؤمنات یغضضن من أبصارهنّ ویحفظن فروجهنّ).

وبهذا حرم الله النظر بریبة على النساء أیضاً مثلما حرّمه على الرجال، وفرض تغطیة فروجهن عن أنظار الرجال والنساء مثلما جعل ذلک واجباً على الرجال.

ثمّ أشارت الآیة إلى مسألة الحجاب فی ثلاث جمل:

(ولا یبدین زینتهنّ إلاّ ما ظهر منه)

اختلف المفسّرون فی تفسیر الزینة التی تجب تغطیتها، والزینة الظاهرة التی یسمح باظهارها.

فقال البعض: إنّ الزینة المخفیة هی الزینة الطبیعیة فی المرأة (جمال جسم المرأة) فی حین أنّ استخدام هذه الکلمة بهذا المعنى قلیل.

وقال آخرون: إنّها تعنی موضع الزینة، لأنّ الکشف عن أداة الزینة ذاتها کالعضد والقلادة مسموح به، فالمنع یخصُ موضعها، أی الیدین والصدر مثلا.

وقال آخرون: خصّ المنع أدوات الزینة عندما تکون على الجسم، وبالطبع یکون الکشف عن هذه الزینة مرادفاً للکشف عن ذلک الجزء من الجسم، (و هذین التّفسیرین الأخیرین لهما نتیجة واحدة على الرغم من متابعة القضیة عن طریقین مختلفین).

والحق أنّنا یجب أن نفسر الآیة على حسب ظاهرها ودون حکم مسبق، وظاهرها هو التّفسیر الثّالث.

وعلى هذا، فلا یحق للنساء الکشف عن زینتهن المخفیة، وإن کانت لا تُظهر أجسامهن، أی لا یجوز لهن الکشف عن لباس یتزیّنّ به تحت اللباس العادی أو العباءة، بنصّ القرآن الذی نهاهنَّ عن ذلک.

وذکرت الأحادیث التی رُویت عن أهل البیت(علیهم السلام) هذا المعنى، فقد فسّروا الزینة المخفیة بالقلادة والدملج (حلی یشدُّ أعلى الساعد) والخلخال(3).

وقد فسّرت أحادیث عدیدةُ اُخرى الزینة الظاهرة بالخاتم والکحل وأمثاله، لهذا نفهم بأنّ المراد من الزینة المخفیة الزینة التی تحت الحجاب (فتأملوا جیداً).

(ولیضربن بخمرهنّ على جیوبهنّ)

الحکم الثّانی الذی ذکرته الآیة هو کلمة «خُمُر» جمع «خِمار» على وزن «حجاب» فی الأصل تعنی «الغطاء»، إلاّ أنّه یطلق بصورة اعتیادیة على الشیء الذی تستخدمه النسوة لتغطیة رُؤوسهن.

و«الجیوب» جمع «جیب» على وزن «غیب» بمعنى یاقة القمیص، وأحیاناً یطلق على الجزء الذی یحیط بأعلى الصدر لمجاورته الیاقة.

ویستنتج من هذه الآیة أنّ النساء کنّ قبل نزولها، یرمین أطراف الخمار على أکتافهن أو خلف الرأس بشکل یکشفن فیه عن الرقبة وجانباً من الصدر، فأمرهن القرآن برمی أطراف الخمار حول أعناقهن أی فوق یاقة القمیص لیسترن بذلک الرقبة والجزء المکشوف من الصدر. (ویستنتج هذا المعنى أیضاً عن سبب نزول الآیة الذی ذکرناه آنفاً).

متى یجوز للنساء اظهار زینتهنّ؟

وتشرح الآیة فی حکمها الثّالث الحالات التی یجوز للنساء فیها الکشف عن حجابهنّ وإظهار زینتهنّ، فتقول (ولا یبدین زینتهنّ إل).

(لبعولتهنّ).

(أو آبائهنّ).

(أو آباء بعولتهنّ).

(أو أبنائهنّ).

(أو أبناء بعولتهنّ).

(أو إخوانهنّ).

(أو بنی إخوانهنّ).

(أو بنی أخواتهنّ).

(أو نسائهنّ).

10ـ (أو ما ملکت أیمانهنّ).

11ـ (أو التّابعین غیر أولی الإربة من الرّجال) أی الرجال الذین لا رغبة جنسیة عندهم أصلا بالعنن أو بمرض غیره.

12ـ (أو الطفل الذین لم یظهروا على عورات النّساء).

وتبیّن الآیة رابع الأحکام فتقول (ولا یضربن بأرجلهنّ لیعلم ما یخفین من زینتهنّ)أی على النساء أن یتحفّظن کثیراً، ویحفظن عفّتهنّ، ویبتعدن عن کلّ شیء یثیر نار الشهوة فی قلوب الرجال، حتى لا یتهمن بالإنحراف عن طریق العفة.

ویجب أن یراقبن تصرفهن بشدّة بحیث لا یصل صوت خلخالهن إلى آذان غیر المحارم، وهذا کله یؤکّد دقّة نظر الإسلام إلى هذه الاُمور.

وانتهت الآیة بدعوة جمیع المؤمنین رجالا ونساءً إلى التوبة والعودة إلى الله لیفلحوا (وتوبوا إلى الله جمیعاً أیّه المؤمنون لعلّکم تفلحون) وتوبوا أیّها الناس ممّا ارتکبتم من ذنوب فی هذا المجال، بعدما اطلعتم على حقائق الأحکام الإسلامیة، وعودوا إلى الله لتفلحوا، فلا نجاة لکم من کلّ الإنحرافات الخطرة إلاّ بلطف من الله ورحمته، فسلّموا أمرکم إلیه!

صحیح أنّه لا معنى للذنوب والمعاصی ـ فی هذه المسألة ـ قبل نزول هذه الأحکام من الله، إلاّ أنّنا نعلم بأنّ قسماً من المسائل الخاصّة بالإنحطاط الخلقی ذا جانب عقلانی وکما فی الاصطلاح أنّها من «المستقلات العقلیة» ویکفی لوحده فی تحدید المسؤولیة.


1. اختلف المفسّرون فی تعلیل وجود «من» فی جملة (یغضّوا من أبصارهم) فقال بعضهم إنّها للتبعیض وقیل: إنّها زائدة، وقیل: ابتدائیة. ولکن الظاهر هو المعنى الأوّل.
2. أصول الکافی، وتفسیر علی بن إبراهیم، ج 2، ص 101، (وفق ما نقله تفسیر نورالثقلین ج 3، ص 587 و588).
3. تفسیر على بن إبراهیم لآخر الآیة موضع البحث.
سبب النّزول 1ـ فلسفة الحجاب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma