العلاقة بین الإسرافِ والفساد فی الأرض!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
لا تطیعوا المسرفین المفسدین: سورة الشّعراء / الآیة 153 ـ 159

نعرف أن «الإسراف» هو التجاوز عن حدّ قانون التکوین وقانون التشریع... وواضح أیضاً أنّ أیّ تجاوز عن الحد موجب للفساد والاختلال وبتعبیر آخر: إنّ مصدر الفساد هو الإسراف، ونتیجة الإسراف هی الفساد أیضاً.

وینبغی الإلتفات إلى أنّ الإسراف له معنى واسع، فقد یطلق على المسائل المادیة کالأکل والشرب، کما فی الآیة 31 من سورة الأعراف (کلوا واشربوا ولا تسرفو).

وقد یَرِدُ فی الإنتقام والقصاص ـ عند تجاوز الحد ـ کما فی الآیة 33 من سورة الإسراء...(فلا یسرفْ فی القتل إنّه کان منصور).

وقد یستعمل فی الإنفاق والبذل عند التبذیر وعدم التدبیر، کما فی الآیة 67 من سورة الفرقان: (والذین إذا أنفقوا لم یسرفوا ولم یقتروا وکان بین ذلک قوام).

وقد یأتی فی الحکم أو القضاء الذی یجرّ إلى الکذب، کما فی الآیة 28 من سورة غافر: (إن الله لا یهدی من هو مسرف کذّاب)!

وقد یستعمل فی الإعتقاد المنتهى إلى الشک والتردد والإرتیاب کما فی الآیة 34 من سورة غافر إذ تقول: (کذلک یضل الله من هو مسرف مرتاب).

وقد یأتی بمعنى الإستعلاء والاستکبار والاستثمار کما جاء فی الآیة 31 من سورة الدخان فی شأن فرعون (إنّه کان عالیاً من المسرفین).

وأخیراً فقد یأتی بمعنى مطلق الذنوب کما هو فی الآیة 53 من سورة الزمر (قل یا عبادی الذین أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ اللّه یغفر الذنوب جمیع).

وبملاحظة کل ما بیّناه آنفاً، تتّضح العلاقة بین الإسراف والفساد بجلاء.

یقول العلاّمة الطباطبائی فی المیزان: «إن الکون على ما بین أجزائه من التضاد والتزاحم، مؤلف تألیفاً خاصاً یتلائم معه أجزاؤه بعضها مع بعض فی النتائج والآثار... فالکون یسیر بالنظام الجاری فیه إلى غایات صالحة مقصودة، وهو بما بین أجزائه من الإرتباط التام یخط لکل من أجزائه سبیلا خاصّاً یسیر فیها بأعمال خاصّة، من غیر أن یمیل عن حاق وسطها إلى یمین أو یسار أو ینحرف بإفراط أو تفریط، فإنّ فی المیل والإنحراف إفساداً للنظام المرسوم ویتبعه إفساد غایته وغایة الکل... ومن الضروری أن خروج بعض الأجزاء عن خطه المخطوط له، وإفساد النظم المفروض له ولغیره، یستعقب منازعة بقیة الأجزاء له، فإن استطاعت أن تقیمه وترده إلى وسط الإعتدال فهو وإلاّ أفنته وعفت آثاره، حفظاً لصلاح الکون واستبقاءً لقوامه والإنسان الذی هو أحد أجزاء الکون غیر مستثنى من هذه الکلیة، فإن جرى على ما یهدیه إلیه الفطرة فاز بالسعادة المقدرة له، وإن تعدّى حدود فطرته وأفسد فی الأرض، أخذه الله سبحانه بالسنین والمثلات وأنواع النکال والنقمة، لعله یرجع إلى الصلاح والسداد، قال الله تعالى: (ظهر الفساد فی البرِّ والبحر بما کسبت أیدی النّاس لیذیقهم بعض الّذی عملوا لعلّهم یرجعون).(1)

وإن أقاموا مع ذلک على الفساد ـ لرسوخه فی نفوسهم ـ أخذهم الله بعذاب الإستئصال وطهّر الأرض من قذارة فسادهم قال الله تعالى: (ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا علیهم برکات من السّماء والأرض ولکن کذّبوا فأخذناهم بما کانوا یکسبون).(2)(3)

ومن هنا یتّضح بجلاء، لِمَ ذکر الله سبحانه فی الآیات المتقدمة الإسراف والفساد فی الأرض وعدم الإصلاح، فی سیاق واحد ومنسجم.


1. الروم، 41.
2. الأعراف، 96.
3. راجع تفسیر المیزان، ج 15، ص 333 و334.
لا تطیعوا المسرفین المفسدین: سورة الشّعراء / الآیة 153 ـ 159
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma