لاتدخلوا بُیُوت الناس حَتَّى یؤذنَ لکم:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة النّور / الآیة 27 ـ 29 1ـ الأمن والحریة فی حریم المنزل

بیّنت هذه الآیات جانباً من أدب المعاشرة، والتعالیم الإسلامیة الاجتماعیة التی لها علاقة وثیقة بقضایا عامّة حول حفظ العفّة، أی کیفیة الدخول إلى بیوت الناس، وکیفیة الإستئذان بالدخول إلیها.

حیث تقول أوّلا: (یا أیّها الذین آمنوا لا تدخلوا بیوتاً غیر بیوتکم حتّى تستأنسوا وتسلّموا على أهله). وبهذا الترتیب عندما تعزمون على الدخول لابدّ من إخبار أصحاب البیت بذلک ونیل موافقتهم.

والذی یلفت النظر فی هذه الجملة استعمالها «تستأنسوا» ولم تستعمل «تستأذنوا» لأنّ الجملة الثّانیة لبیان الإستئذان بالدخول فقط، فی الوقت الذی تکون الجملة الاُولى مشتقّة من «أنس» أی الإستئذان المرافق للمحبّة واللطف والمعرفة والإخلاص، وتبیّن کیف یجب أن یکون الإستئذان برفق وأدب وصداقة، بعیداً عن أی حدّة وسوء خلق، ولو تبحرنا فی هذه الجملة على هذا الأساس لوجدنا فیها الکثیر من الأدب الذی یدور حول هذا الموضوع، وهو یعنی ألا تصرخوا وألاّ تقرعوا الباب بقوة، وألا تستأذنوا بعبارات حادّة، وألا تدخلوا حتى یُؤذنَ لکم، فتسلّموا أوّلا سلاماً یستبطن مشاعر السلام والود ورسالة المحبة والصداقة.

وممّا یلفت النظر فی هذا الحکم الذی یتصف بأبعاد إنسانیة وعاطفیة واضحة، مرافقته لجملتین أولاها: (ذلکم خیر لکم) وثانیها: (لعلّکم تذکّرون). وهذا بحدّ ذاته دلیل على أنّ لهذه الأحکام جذوراً فی أعماق العواطف والعقول الإنسانیة، ولو دقق الإنسان النظر فیها لتذکر أن فیها الخیر والصلاح.

وأردف القرآن هذا الحکم بجملة أخرى فی الآیة التالیة: (فإن لم تجدوا فیها أحداً فلا تدخلوها حتّى یؤذن لکم).

قد یکون المراد من هذه العبارة أنَّهُ رُبَّما کانَ فی المنزل أحد، ولکن من لدَیه حقّ إعطاء الإذن بالدخول غیرموجود، ففی هذه الحالة لا یحق للمرء الدخول إلى المنزل.

أو قد لا یوجد أحد فی المنزل، ولکن صاحب المنزل على مقربة من ذلک المکان، أو فی منزل الجیران بحیث لو طرق المرء الباب أو نادى صاحبه فقد یسمعه، ثمّ یحضر لیسمح له بالدخول، وعلى أی حال، فالمسألة المطروحة أن  لا ندخل منزلا دون إذن.

ثمّ تضیف الآیة (وإن قیل لکم ارجعوا فارجعوا هو أزکى لکم) إشارة إلى أنّه لا لزوم لانزعاج المرء إن لم یؤذن له بالدخول، فلعلّ صاحب المنزل فی وضع غیر مریح، أو أن منزله لم یهیأ لاستقبال الضیوف!

وبما أنّ بعض الناس قد یدفعهم حبّ الإطلاع والفضول حین رفضهم استقباله على استراق السمع، أو التجسس من ثقب الباب لکشف خفایا أهل المنزل ولیطلع على أسرارهم، لهذا قالت الآیة: (والله بما تعملون علیم).

وبما أن لکل حکم استثناءً، لرفع المشکلات والضرورات بشکل معقول عن طریقه، تقول آخر آیة موضع البحث: (لیس علیکم جناح أن تدخلوا بیوتاً غیر مسکونة فیها متاع لکم).

وتضیف فی الختام (والله یعلم ما تبدون وما تکتمون). ولعل ذلک إشارة إلى استغلال البعض هذه الاستثناءات، فیتذرّع بأنّ المنزل غیر مسکون فیدخله بهدف الکشف عن بعض الأسرار، أو الدخول إلى منازل مسکونة متذرعاً بعدم علمه بأنّها مسکونة، إلاّ أنّ الله یعلم بکلّ هذه الأعمال، ویعلم الذین یسیئون الاستفادة من هذا الاستثناء.

سورة النّور / الآیة 27 ـ 29 1ـ الأمن والحریة فی حریم المنزل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma