المحاکمة بین المعبودین وعبدتهم الضالین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة الفرقان / الآیة 17 ـ 19 1ـ من هم المقصودون بالمعبودین هنا!؟

کان الکلام فی الآیات السابقة حول مصیر کل من المؤمنین والمشرکین فی القیامة وجزاء هذین الفریقین، وتواصل هذه الآیات نفس هذا الموضوع بشکل آخر، فتبیّن السؤال الذی یسأل الله عنه معبودی المشرکین فی القیامة وجوابهم، على سبیل التحذیر، فیقول تعالى: واذکر یوم یحشر الله هؤلاء المشرکین وما یعبدون من دون الله: (و یوم یحشرهم وما یعبدون من دون الله).

فیسأل المعبودین: (فیقول أأنتم أضللتم عبادی هؤلاء أم هم ضلّوا السّبیل).

ففی الإجابة: (قالوا سبحانک ما کان ینبغی لنا أن نتّخذ من دونک من أولیاء).

فلیس فقط أنّنا لم ندعهم إلى أنفسنا، بل إنّنا کنّا نعترف بولایتک وربوبیتک، ولم نقبل غیرک معبوداً لنا ولغیرنا.

وکان سبب انحراف أولئک هو: أنّ الله تعالى رزقهم الکثیر من مواهب الدنیا و نعیمها فتمتعوا هم وآباءهم وبدلا من شکر الله تعالى غرقوا فی هذه الملذات ونسوا ذکر الله: (ولکن متّعتهم وآباءَهم حتّى نسوا الذّکر) ولهذا هلکوا واندثروا (وکانوا قوماً بور).

هنا یوجّه اللّه تبارک وتعالى الخطاب إلى المشرکین فیقول: (فقد کذّبوکم بما تقولون).

لأنّ الأمر هکذا، وکنتم أنتم قد أضللتم أنفسکم فلیس لدیکم القدرة على دفع العذاب عنکم: (فما تستطیعون صرفاً ولا نصراً ومن یظلم منکم نذقه عذاباً کبیر).

لا شک أنّ «الظلم» له مفهوم واسع، ومع أنّ موضوع البحث فی الآیة هو «الشرک» الذی هو أحد المصادیق الجلیة للظلم، إلاّ أنّه لا یقدح بعمومیة المفهوم.

و الملفت للنظر أن «من یظلم» جاءت بصیغة الفعل المضارع، وهذا یدل على أنّ القسم الأوّل من البحث وإن کان مرتبطاً بمناقشات البعث، لکن الجملة الأخیرة خطاب لهم فی الدنیا، لعل قلوب المشرکین تصبح مستعدة لقبول الإیمان على أثر سماعها محاورات العابدین والمعبودین فی القیامة، فیحوّل الخطاب من القیامة إلى الدنیا فیقول لهم: (ومن یظلم منکم نذقه عذاباً کبیر).(1)


1. ویحتمل أن تکون الجملة الأخیرة استمراراً لمحاورة الله مع المشرکین فی القیامة، ولا یضرّ کون الفعل مضارعاً، لأنّ جملة (من یظلم...) ذکرت بصورة قانون عام (جملة شرطیة)، ونعلم أنّ الأفعال فی الجملة الشرطیة تفقد مفهومها الزمانی، وتبقى وحدة الإرتباط بین الشرط وجوابه معتبرة.
سورة الفرقان / الآیة 17 ـ 19 1ـ من هم المقصودون بالمعبودین هنا!؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma