مع کل هذه الدروس والعبر، ولکن:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة الفرقان / الآیة 35 ـ 40 1ـ من هم «أصحاب الرس»

أشار القرآن المجید فی هذه الآیات إلى تاریخ الاُمم الماضیة ومصیرهم المشؤوم مؤکّداً على ست أمم بخاصّة (الفراعنة، وقوم نوح، وقوم عاد، وثمود، وأصحاب الرَّس، وقوم لوط) وذلک لمواساة النّبی(صلى الله علیه وآله) من جهة، ولتهدید المشرکین المعاندین الذین مرَّ أنموذج من أقوالهم فی الآیات السابقة، من جهة اُخرى ویجسد دروس العبرة من مصیر هذه الأقوام بشکل مختصر وبلیغ تماماً.

یقول أوّلا: (ولقد آتینا موسَى الکتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزیر).

فقد القیت على عاتقیهما المسؤولیة الثقیلة فی جهاد الفراعنة، ویجب علیهما مواصلة هذا العمل الثوری بمساعدة أحدهما الآخر حتى یثمر (فقلنا إذهبا إلى القوم الّذین کذّبوا بآیاتن)فإنّهم قد کذبوا دلائل الله وآیاته التی فی الآفاق وفی الأنفس وفی کل عالم الوجود، وأصروا على طریق الشرک وعبادة الأصنام من جهة.. ومن جهة أخرى أعرضوا عن تعالیم الانبیاء السابقین وکذبوهم.

ولکن بالرغم من جمیع الجهود والمساعی التی بذلها موسى وهارون،بالرغم من رؤیة کل تلک المعجزات العظیمة والبینات المتنوعة، أصروا أیضاً على طریق الکفر والإنکار، لذا (فدمّرناهم تدمیر).

کلمة «تدمیر» من مادة «دمار» بمعنى الإهلاک باُسلوب یثیر العجب، حیث کان هلاک قوم فرعون فی أمواج النیل المتلاطمة بتلک الکیفیة المعروفة من عجائب التاریخ حقاً.

وکذلک: (وقوم نوح لمّا کذّبوا الرّسل أغرقناهم وجعلناهم للنّاس آیة واعتدنا للظّالمین عذاباً ألیم).

الملفت للإنتباه أنّه تعالى یقول: إنّ اُولئک کذبوا الرسل (لا رسولا واحداً فقط) ذلک أنّه لا فرق بین أنبیاء الله ورسله فی أصل الدعوة، وتکذیب واحد منهم تکذیب لجمیعهم، فضلا عن أنّهم کانوا مخالفین لدعوة جمیع أنبیاء الله ومنکرین لجمیع الأدیان.

وکذلک: (وعاداً وثمودَاْ وأصحاب الرّسّ وقروناً بین ذلک کثیر).(1)

«قوم عاد» هم قوم النّبی «هود» العظیم، الذی بعث فی منطقة (الأحقاف) أو (الیمن).

و«قوم ثمود» قوم نبی الله «صالح» الذی بعث فی منطقة وادی القرى (بین المدینة والشام)، أمّا ما یتعلق بمسألة «أصحاب الرس» فسنبحثها فی نهایة هذا البحث.

«قرون» جمع «قرن» وهی فی الأصل بمعنى الجماعة الذین یعیشون معاً فی زمان واحد، ثمّ أطلقت على الزمان الطویل (أربعین أو مائة سنة).

لکننا لم نجاز أولئک على غفلة أبداً، بل (وکلاّ ضربنا له الأمثال).

أجبنا على إشکالاتهم، مثل الإجابة على الإشکالات التی یوردونها علیک، وبینّا لهم الأحکام الإلهیّة وحقائق الدین، أخطرناهم، أنذرناهم، کررنا علیهم مصائر وقصص الماضین، لکن حین لم ینفع أیُّ من ذلک أهلکناهم ودمّرناهم تدمیراً: (وکلا تبّرنا تتبیر).(2)

وفی نهایة المطاف ـ فی الآیة الأخیرة مورد البحث ـ یشیر القرآن المجید إلى خرائب مدن قوم لوط التی تقع على بدایة طریق الحجازیین إلى الشام، وإلى الأثر الحی الناطق عن المصیر الألیم لأولئک الملوثین والمشرکین، فیقول تعالى: (ولقد أتوا على القریة الّتی أمطرت مطر السّوء أفلم یکونوا یرونه).

نعم، لقد کانوا یرون مشهد الخرائب هذه، لکنّهم لم یأخذوا منها العبرة، ذلک لأنّهم: (بل کانوا لا یرجون نشور).

إنّهم یعدون الموت نهایة هذه الحیاة، وإذا کان لهم اعتقاد بحیاة ما بعد الموت فهو اعتقاد ضعیف وبلا أساس، لا یطبع أثراً فی أرواحهم ولا ینعکس فی مناهج حیاتهم، ولهذا فهم یأخذون جمیع الأشیاء مأخذ اللعب، ولا یفکرون إلاّ بأهوائهم السریعة الزوال.


1. (وعاداً وثمود)عطف على ضمیر «هم» فی جملة (دمرناهم). واحتمل بعضهم أیضاً أنّ العطف على «هم» فی (جعلناهم)، أو یکون عطفاً على مورد (الظالمین) لکن الاحتمال الأوّل مناسب أکثر.
2. «تتبیر» من مادة «تبر» (على وزن ضرر، وعلى وزن صبر) بمعنى الإهلاک التام.
سورة الفرقان / الآیة 35 ـ 40 1ـ من هم «أصحاب الرس»
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma