ینبغی ملاحظة هذه اللطیفة، إذ جاءت الآیة الأخیرة ـ من الآیات محل البحث ـ بمثابه استنتاج لما جرى من أمر موسى وفرعون وقومهما، وانتصار جیش الحق وانهزام الباطل! إذ تصف هذه الآیة «الله» سبحانه بالعزیز الرحیم... فالوصف الأوّل إشارة إلى أنّ قدرته لا تضعف ولا تُقهر، والوصف الثّانی إشارة إلى أنّه یوصل رحمته لعباده جمیعاً، وخاصّة بتقدیم وصف (العزیز) على (الرحیم) لئلا یُتوهّم أنّ رحمته من منطلق الضعف، بل هو مع قدرته رحیم!.
وبالطبع فإنّ من المفسّرین مَنْ یرى أن وصفه بالعزیز إشارة إلى اندحار أعدائه، ووصفه بالرحیم إشارة إلى إنتصار أولیائه، إلاّ أنّه لا مانع أبداً أن یشمل الوصفان الطائفتین معاً... لأنّ الجمیع ینعمون برحمته حتى المسیئون... والجمیع یخافون من سطوته حتى الصالحون.