الإیمان وقبول حکم الله:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سبب النّزول 1ـ مرض النفاق

تحدثت الآیات السابقة عن الإیمان بالله وعن دلائل توحیده وعلائمه فی عالم التکوین، بینما تناولت الآیات ـ موضع البحث ـ أثَرَ الإیمان وانعکاس التوحید فی حیاة الإنسان، وإذعانه للحقّ والحقیقة.

تقول أوّلا: (لقد أنزلنا آیات مبیّنات) آیات تنور القلوب بنور الإیمان والتوحید، وتزید فی فکر الإنسان نوراً وبهجة، وتبدّل ظلمات حیاته إلى نور على نور. وطبیعی أنّ هذه الآیات المبینات تُمهد للإیمان، إلاّ أنَّ الهدایة الإلهیّة هی صاحبةُ الدور الأساسی (والله یهدی من یشاء إلى صراط مستقیم).

وکما نعلم فإنّ إرادة الله ومشیئته لیست دون حساب، فهو سبحانه وتعالى یدخل نور الهدایة إلى القلوب المستعدة لتقبله، أی التی أبدت المجاهدة فی سبیل الله وقطعت خطوات للتقرب إلیه، فأعانها على قَدرِ سَعْیِها فی الوصول إلى لطفه سبحانه.

ثمّ استنکرت الآیة الثّانیة وذمَّت مجموعة من المنافقین الذین یدّعون الإیمان فی الوقت الذی خلت فیه قلوبُهُم من نور الله، فتقول الآیة عن هذه المجموعة (ویقولون آمنا بالله وبالرّسول وأطعنا ثمّ یتولى فریق منهم من بعد ذلک وما اُولئک بالمؤمنین).

ما هذا الإیمان الذی لا یتجاوز حدود ألسنتهم، ولا أثر له فی أعمالهم؟

ثمّ تذکر الآیة التی بعدها دلیلا واضحاً على عدم إیمانهم (وإذا دعوا إلى الله ورسوله لیحکم بینهم إذا فریق منهم معرضون).

ولتأکید عبادة هذه المجموعة للدنیا وفضح شرکهم، تُضیف الآیة (وإن یکن لهم الحق یأتوا إلیه مذعنین) وبکامل التسلیم والخضوع.

والجدیر بالذکر أنّ العبارة الاُولى تحدثت عن الدعوة إلى الله ورسوله(صلى الله علیه وآله). وأمّا العبارة التالیة أی کلمة «لیحکم» فإنّها جاءت مفردة، وهی تشیر إلى تحکیم الرّسول(صلى الله علیه وآله) لوحده; وذلک لأنّ تحکیم الرّسول(صلى الله علیه وآله) لیس منفصلا عن تحکیم الله تعالى، حیث إنّ کلا الحکمین فی الحقیقة واحد.

کما یجب الإنتباه إلى أنّ ضمیر الهاء المتصلّة فی «إلیه» یعود إلى النّبی(صلى الله علیه وآله) نفسه، أو إلى تحکیمه، وکذلک لابدّ من الإلتفات إلى أنّ الآیة نسبت التخلُف عن هذا الحکم والإعراض

عن تحکیم الرّسول(صلى الله علیه وآله) إلى مجموعة من المنافقین فقط، ولعل ذلک لأنّ الفئات الاُخرى لم تکن بهذه الدرجة من الجرأة وعدم الحیاء، لأنّ للنفاق مراتب أیضاً کمراتب الأیمان المختلفة.

وبیّنت الآیة الأخیرة فی ثلاث جمل، الجذور الأساسیة ودوافع عدم التسلیم إزاءَ تحکیم الرّسول(صلى الله علیه وآله) فقالت أوّلا (أفی قلوبهم مرض).

هذه صفة من صفات المنافقین یتظاهرون بالإیمان، ولکنّهم لا یُسلِّمون بحکم الله ورسوله، ولا یستجیبون له، إمّا بسبب انحرافهم قلبیاً عن التوحید أو الشک والتردد (أم ارتابو) وطبیعی أنّ الذی یتردّد فی عقیدته، لن یستسلم لها أبداً.

وثالثها فیما لو لم یلحدوا ولم یشکوا، أی کانوا من المؤمنین: (أم یخافون أن یحیف الله علیهم ورسوله).

فی الوقت الذی یعتبر هذا تناقضاً صریحاً، إذ کیف للذی یؤمن برسالة محمد(صلى الله علیه وآله) ویعتبر حکمه حکم الله تعالى أن یَنْسِب الظلم إلى الرّسول(صلى الله علیه وآله)؟!

وهل یمکن أن یظلم الله أحداً؟

ألیس الظلم ولید الجهل أو الحاجة أو الکبر؟

إنّ الله تعالى مقدَّس عن کلّ هذه الصفات (بل اُولئک هم الظالمون) إنّهم  لا یقتنعون بحقّهم، وهم یعلمون أنَّ النّبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) لا یجحف بحقِ أحد، ولهذا  لا  یستسلمون لحکمه.

ویرى مفسّر «فی ظلال القرآن»: فی الآیة: (أفی قلوبهم مرض أم ارتابوا أم یخافون أن یحیف الله علیهم ورسوله) أنّ السؤال الأوّل للإثبات، أی لإثبات وجود مرض النفاق فی قلوبهم فمرض القلب جدیر بأن ینشىء مثل هذا الأثر.

والسؤال الثّانی للتعجب، فهل هم یشکّون فی حکم الله وهم یزعمون الإیمان؟ هل هم یشکّون فی مجیئه من عند الله؟ أو هم یشکّون فی صلاحیته لإقامة العدل؟

والسؤال الثّالث لاستنکار أمرهم الغریب، والتناقض الفاضح بین إدعائهم وعملهم.

وإنّه لعجیب أن یقوم مثل هذا الخوف فی نفس إنسان، فالله خالق الجمیع وربّ العالمین، فکیف یحیف فی حکمه على أحد من خلقه لحساب مخلوق آخر(1).

وما یورده هذا المفسّر هو أنَّ عبارة «أم ارتابوا» تعنی الشک فی عدالةِ الرّسول(صلى الله علیه وآله) وفی صحة تحکیمه فی الوقت الذی یرى کثیر من المفسّرین أنَّهُ الشکُ فی أصل النّبوة کما هو الظاهر.


1. تفسیر فی ظلال القرآن، ج 6، ص 115.
سبب النّزول 1ـ مرض النفاق
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma