قال بعض المفسّرین کالمرحوم «الطبرسی» فی مجمع البیان، و«الآلوسی» فی روح البیان: إنّ الصلاة هی الدعاء.
وهذا هو مفهومها اللغوی، وبهذا تمارس جمیع المخلوقات فی الأرض والسماء الدعاء إلى الله بلسان حالها أو مقالها وتسأله الرحمة، لأنّه أرحم الراحمین، وأنّه سبحانه وتعالى یمنّ علیها برحمته کُلاً بحسب قابلیته.
غایة الأمر إنّهم جمیعاً یعلمون حاجتهم ومطلبهم وما ینبغی أن یدعون، وإضافة إلى
ذلک ـ وفق الآیات التی أشرنا إلیها سابقاً ـ فهم خاضعون لعظمة الله، وقد سَلَّمُوا بقوانین الخلق، ویُردِّدون من الأعماق الثناء على صفاتِهِ الکاملة سبحانَه وتعالى، ونفی کلّ نقص عنه جَلّ اسمُه المقَدّس.
وبهذا الشکل تتمّ العبادات الأربع «الحمد» و«التسبیح» و«الدعاء» و«السّجود».