جاء فی بعض أسباب النّزول أنّ المسلمین فی صدر الإسلام کانوا یسلمون أحیاناً مفاتیح منازلهم إلى الذین لا یشملهم الجهاد. حین توجههم إلى الجهاد فی سبیل الله، وکانوا یسمحون لهم بتناول الطعام من هذه المنازل، إلاّ أنّ هؤلاء کانوا یمتنعون من الأکل فی هذه المنازل خوفاً من إرتکاب إثم فی ذلک.
وحسب هذه الروایة فإنّ المراد من عبارة (ما ملکتم مفاتحه) هو ما ذکرنا.(1)
وروی عن ابن عباس أیضاً أن قصد الآیة هو وکیل الشخص على ما یملکه من ماء وبستان ومواشی، حیث سمح له بتناول الفاکهة من بستان الموکّل بقدر حاجته والشرب من حلیب ماشیته.
کما فسّر آخرون ذلک بحارس المخزن الذی یسمح له بتناول قلیل من المواد الغذائیة الموجودة فی هذا المخزن.
ومع ملاحظة سائر المجموعات التی ورد ذکرها فی هذه الآیة، یبدو أنّها تقصد الذین یسلمون مفاتیح منازلهم لأشخاص موثقین ومقربین لهم، وهذا التقارب الوثیق بینهما یؤدّی إلى أن یکونوا فی صف الأقرباء والأصدقاء المقرّبین، وسواءً کان وکیلا رسمیاً أم لا.
وإذا لاحظنا أنّ بعض الأحادیث تفسر عبارة (ما ملکتم مفاتحه) بالوکیل الذی یتعهد بالإشراف على أموال شخص آخر، فإنّ ذلک مصداق للآیة ولیس لتحدید معناها وحصرها بهذا التّفسیر.