2ـ لماذا أضلُّ من الأنعام!؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
1ـ اتباع الهوى وعواقبه الألیمة سورة الفرقان / الآیة 45 ـ 50

لتجسید أهمیة الموضوع فی الآیات أعلاه، یبیّن القرآن أوّلا: أنّ الذین اتّخذوا اهواءهم آلهه یعبدونها هم کالأنعام، وبعد ذلک یضیف مشدداً: بل هم أضل!

نظیر هذا التعبیر ورد أیضاً فی الآیة 179 من سورة الأعراف فی أهل النار الذین یؤولون إلى هذا المصیر نتیجة عدم الاستفادة من السمع والبصر والعقل، یقول تعالى: (اُولئک کالأنعام بل هم أضلّ).

(أضل)و إن کانت واضحة إجمالا، لکن المفسّرین قدموا بحوثاً جیدة فی هذه المسألة، وهی ـ مع تحلیل وإضافات:

إذا لم تفهم الأنعام شیئاً، ولیس لها أذن سامعة وعین باصرة، فذلک لعدم استعدادها الذاتی، لکن الأعجز منها الإنسان الذی تکمن فی وجوده خمیرة جمیع السعادات، والذی أفاض الله علیه قدراً عظیماً من الإستعدادات لیستطیع أن یکون خلیفة الله فی الأرض، ولکن أفعاله الذمیمة بلغت به حدّاً أسقطته عن مستوى الأنعام، وأذهبت کل لیاقاته هدراً، وهوى مِن رتبة مسجود الملائکة إلى حضیض الشیاطین الذلیلة. وهذا هو الأضل والمؤلم حقاً.

الأنعام غیر مسؤولة تقریباً، ولیست مشمولة بالجزاء الإلهی، فی حین أنّ البشر الضالین یجب علیهم أن یحملوا عبء کل أعمالهم على عواتقهم، لیروا جزاء أعمالهم بلا نقص أو زیادة.

یؤدّی الأنعام للإنسان خدمات کثیرة، وتنجز له أعمالا مختلفة، أمّا طغاة البشر العصاة فلا تتأتى منهم أیة منفعة، بل یسببون آلافاً من البلاءات والمصائب.

الأنعام لا خطر منها على أحد، فإذا کان ثمّة خطر منها، فخطر محدود، لکن الویل من الإنسان غیر المؤمن، والمستکبر، عابد الهوى، الذی یؤجج أحیاناً نار حرب یذهب ضحیتها الملایین من الناس.

إذا لم یکن للأنعام قانون ومنهج، فإنّها تتبع مساراً عیّنه الله لها على شکل غرائز، فهی تتحرک على ذلک الخط. أمّا الإنسان المتمرد، فلا یعترف بقوانین تکوینیة ولا قوانین تشریعیة، ویعتبر هواه وشهواته حاکماً على کل شیء.

الأنعام لا تبریر لدیها لأعمالها أصلا، فإذا خالفت فهی المخالفة، وإذا أرادت أن تمضی فی طریقها حین تمضی فذلک هو الواقع، أمّا الإنسان المتکبر السفاک، عابد الهوى فکثیراً ما

یبرر جمیع جرائمه بالشکل الذی یدّعی فیه أنّه یؤدّی مسؤولیاته الإلهیة والإنسانیة.

ولهذا، فلا موجود أکبر خطراً وأشد ضرراً من إنسان متبع للهوى، عدیم الایمان ومتمرد.

ولهذا وصمته الآیة 22 من سورة الأنفال بلقب (شرّ الدّوابّ) وکم هو مناسب هذا اللقب؟!!

1ـ اتباع الهوى وعواقبه الألیمة سورة الفرقان / الآیة 45 ـ 50
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma