کان هذا کل ما ورد فی القرآن المجید عن ملکة سبأ إذ آمنت أخیراً ولحقت بالصالحین...
لکن هل عادت إلى وطنها بعد إیمانها، وواصلت حکمها من قبل سلیمان، أو بقیت عند سلیمان وتزوجت منه؟! أو تزوجت من أحد ملوک الیمن المشهورین باسم «تُبّع»؟
هذه الاُمور لم یشر إلیها القرآن الکریم، لأنّها لا علاقة لها بالهدف الأصلی الذی یبتغیه القرآن من المسائل التربویة!... إلاّ أنّ المؤرّخین والمفسّرین کلاًّ منهم اختار رأیاً، ولا نجد ضرورة فی الخوض فی ذلک، وإن کان المشهور ـ طبقاً لما قاله أغلب المفسّرین ـ أنّها تزوّجت من سلیمان نفسه(1).
إلاّ أنّه ینبغی أن نذکّر بهذا الأمر المهم، وهو أنّه وردت أساطیر کثیرة حول سلیمان وجنوده وحکومته وخصوصیات ملکة سبأ، وجزئیات حیاتها أیضاً، ممّا یصعب على عامة الناس تمییزها من الحقائق التاریخیة، وربّما یُغشّی هذه الحقائق التاریخیة، ظلٌّ مظلم من الخرافات یشوه وجهها الناصع.. وهذه هی نتیجة الخرافات المتداخلة فی الحقائق التی ینبغی أن تُراقب مراقبة تامّة!.