لا تخدعونی بالمال:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة النّمل / الآیة 36 ـ 37 بحثان

خرج رسل ملکة سبأ بقافلة الهدایا وترکوا الیمن وراءهم قاصدین مقر سلیمان «فی الشام» ظنّاً منهم أنّ سلیمان سیکون مسروراً بمشاهدته هذه الهدایا ویرحب بهم.

لکن ما إن حضروا عند سلیمان حتى رأوا ما یدهش الإنسان... فإنّ سلیمان(علیه السلام) مضافاً إلى عدم استقباله واکتراثه بتلک الهدایا (قال أتمدّونن بمال فما آتانی الله خیر ممّا آتاکم).

فما قیمة المال، ازاء مقام النبوّة والعلم والهدایة والتقوى (بل أنتم بهدیّتکم تفرحون).

أجلْ، أنتم الذین تفرحون بمثل هذه الزخارف، فیهدی بعضکم لبعض فیشرق وجه تلمع عیناه! إلاّ أنّ هذه الاُمور لا قیمة لها عندی ولا أکترث بها.

وهکذا فقد حقّر سلیمان(علیه السلام) معیار القیم عندهم، وأوضح لهم أنّ هناک معیاراً آخر للقیمة تضمحلّ عنده معاییر عبدة الدنیا ولا تساوی شیئاً.

ومن أجل أن یریهم سلیمان موقفه الحاسم من الحق والباطل، قال لرسول ملکة سبأ الخاص: (ارجع إلیهم فلنأتینّهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنّهم منها أذلَّةً وهم صاغرون).

و (أذلّة) فی الحقیقة حال أولى و(هم صاغرون) حال ثانیة، وهما إشارة إلى أنّ اُولئک لایُخرجون من أرضهم فحسب، بل بالإذلال والإحقار والصغار بشکل یترکون جمیع ممتلکاتهم من قصور وأموال وجاه وجلال... لأنّهم لم یذعنوا ـ ویُسلموا ـ للحق... وإنّما قصدوا الخداع والمکر!

وطبیعی أنّ هذا التهدید کان تهدیداً جدیّاً جدیراً بأن یؤخذ بنظر الاعتبار بالنسة

لرسل ملکة سبأ الذین کانوا عند سلیمان!.

ومع ملاحظة ما قرأناه فی الآیات السابقة من أنّ سلیمان طلب من اُولئک شیئین: ترک الإستعلاء، والتسلیم للحق (ألا تعلوا علىّ وأتونی مسلمین) وکان عدم إجابتهم لهذین وتوسلهم بالهدیّة دلیلا على امتناعهم من قبول الحقّ وترک الإستعلاء، ولذلک هدّدهم باستخدام القوة العسکریة.

ولو أنّ ملکة سبأ وقومها طلبوا من سلیمان الدلیل والمعجزة (على أنّه نبیّ مطاع) لأعطاهم الحق أن یتحروا ویفحصوا أکثر... إلاّ أنّ إرسال الهدیة ظاهره أنّهم فی مقام الإنکار.

واتضح کذلک أنّ أهمّ خبر مزعج أخبر به الهدهد عن هذه الجماعة «ملکة سبأ وقومها» أنّهم کانوا یعبدون الشمس ویسجدون لها من دون الله الذی له ما فی السماوات والأرض فکان سلیمان(علیه السلام) قلقاً من هذا الأمر... ومن المعلوم أنّ عبادة الأصنام لیست أمراً هیّناً تسکت عنه الأدیان السماویة، أو أن تتحمل عبدة الأصنام على أنّهم أقلیّة دینیة. بل تستخدم القوّة إذا لزم الأمر وتحطم الأصنام ویطوى الشرک ومریدوه من الوجود!

وممّا بیّناه من توضیحات آنفاً یظهر أنّه لا تنافی بین تهدیدات سلیمان والأصل الأساس (لا إکراه فی الدّین)(1) لأنّ عبادة الأصنام لیست دیناً، بل هی خرافة وانحراف.


1. البقرة، 256. 
سورة النّمل / الآیة 36 ـ 37 بحثان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma