2ـ دعم المجرمین وإسنادهم من أعظم الآثام

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
1ـ ألم یکن عمل موسى هذا مخالفاً للعصمة!سورة القصص / الآیة 18 ـ 22

هناک باب مفصل فی الفقه الإسلامی فیه أحادیث وافرة تتحدث حول «الإعانة على الإثم» و«معاونة الظلمة» وتدل على أنّ واحداً من أسوأ الآثام إعانة الظالمین والمجرمین، وتکون سبباً لأن یشترک المعین فی مصیرهم الأسود.

وأساساً فإنّ الظلمة والمجرمین ـ أمثال فرعون ـ فی المجتمع أیّاً کان هم أفراد معدودون، وإذا لم یساعد المجتمع هؤلاء لم یکونوا فراعنة، فهؤلاء القلّة المتفرعنون.. إنّما یعتمدون على الناس الضعاف أو الانتهازیین وعبدة الدنیا، الذین یلتفّون حولهم ویکونون لهم أجنحة وأذرعاً، أو على الأقل یکثّرون السواد لیوفروا لهم القدرة الشیطانیة.

وفی القرآن الکریم آیات کثیرة تشیر إلى هذا الأصل الإسلامی، فنحن نقرأ فی الآیة الثّانیة من سورة المائدة قوله تعالى: (وتعاونوا على البرّ والتقوى  ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).

کما أنّ القرآن یصرّح فی بعض آیاته بالقول: (ولا ترکنوا إلى الذین ظلموا فتمسّکم النّار).(1)

وسواء کان «الرّکون» هنا بمعنى المیل القلبی، أو بمعنى الإعانة الظاهریة، أو إظهار الرضا والمحبّة، أو طلب الخیر لهم.. هذه المعانی التی ذکرها المفسّرین «للرکون» یجمعها مفهوم جامع لها، وهو الإتکاء والاعتماد والتعلق وما إلى ذلک، وهذا المفهوم شاهد حی على مقصودنا.

ونقرأ فی هذا الصدد حدیثاً للإمام علی بن الحسین(علیه السلام) مع «محمّد بن مسلم الزهری» الذی کان رجلا عالماً، إلاّ أنّه کان یتعاطف ویتعاون مع الجهاز الأموی ولا سیما مع هشام بن عبد الملک، یحذّره الإمام فی حدیثه هذا من إعانة الظالمین والرکون إلیهم، وهو حدیث مثیر جدّاً.. وقد جاء فیه: «أو لیس بدعائهم إیّاک حین دعوک جعلوک قطباً أداروا بک رحى مظالمهم، وجسراً یعبرون علیک إلى بلایاهم، سلّماً إلى ظلالتهم، داعیاً إلى عینهم سالکاً سبیلهم، یدخلون بک الشک على العلماء ویقتادون بک قلوب الجهال إلیهم، فما أقل ما أعطوک فی قدر ما أخذو منک، وما أیسر ما عمروا لک فی جنب ما خرّبوا علیک! فانظر لنفسک فإنّه لا ینظر إلیها غیرک، وحاسبها حساب رجل مسؤول»(2).

والحقّ أنّ هذا المنطق البلیغ المؤثر للإمام(علیه السلام) لکل عالم من وعّاظ السلاطین مرتبط بالظالمین راکن إلیهم، یمکن أن یبصّره بمصیره المشؤوم عاقبته المخزیة.

ویذکر ابن عباس أنّ آیة (ربّ بما أنعمت علىّ فلن أکون ظهیراً للمجرمین)من جملة الآیات التی تؤکّد على أنّ الرکون للمجرمین ذنب عظیم، وإعانة المؤمنین إطاعة لأمر الله سبحانه.

قالوا لبعض العلماء: إنّ فلاناً أصبح کاتباً للظالم الفلانی، ولا یکتب له إلاّ الدخل والخرج. وحیاته وحیاة عائلته مرهونة بما یحصل علیه من مال لقاء هذا العمل، وإلاّ فسیقع هو واُسرته فی فقر مدقع.

فکان جواب هذا العالم: أمّا سمع قول العبد الصالح «موسى» (ربّ بما أنعمت علیّ فلن أکون ظهیراً للمجرمین)(3).


1. هود، 113.
2. تحف العقول، ص 275.
3. کان لنا بحثان مستوفیان فی مجال إعانة الظالمین فی ذیل الآیة 2 من سورة المائدة وذیل الآیة 113 من سورة هود، فلا بأس بمراجعتهما.
1ـ ألم یکن عمل موسى هذا مخالفاً للعصمة!سورة القصص / الآیة 18 ـ 22
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma