2ـ الموت والحیاة فی منطق القرآن!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
1ـ أسباب التوکلسورة النّمل / الآیة 82 ـ 85

هناک کثیر من الألفاظ لها مدالیل ومعان شتّى بحسب النظرات المختلفة، ومن هذه الألفاظ، لفظا الحیاة والموت. «فالحیاة» بالنظرة المادیة تعنی الحیاة الطبیعة «الفیزیائیة» فحسب، أی متى کان القلب ینبض، والدم یجرى فی العروق إلى أعضاء الجسم کافة، وکانت الحرکة وعملیة الجذب والدفع فی البدن، کان البدن حیاً... أمّا إذا سکنت هذه الحرکة، فتدل على «الموت» القطعی الذی یعرف بالاختبار الدقیق خلال عدّة لحظات!.

إلاّ أنّ النظرة القرآنیة تختلف عن النظرة المادیة، فکثیر من الناس یعدون أحیاءً بحسب النظرة المادیة ـ إلاّ أنّهم أموات بحسب النظرة القرآنیة... کاُولئک الذین أشارت الیهم الآیات المتقدمة... وعلى العکس منهم الشهداء، فهم بحسب الظاهر أموات، لکنّهم بالمنطق القرآنی أحیاء خالدون!

والسبب فی هذا الاختلاف بین النظرتین، هو أنّ الإسلام بالإضافة إلى أنّه یعدّ معیار الحیاة الإنسانیة وشخصیة الإنسان فی القیم الروحانیة، فهو یرى فی ایصال النفع إلى الآخرین وعدمه معیاراً لوجود الحیاة وعدمها فی الإنسان.

فالإنسان الذی یرى بحسب الظاهر حیّاً، إلاّ أنّه غارق فی الشهوات،  فلا یسمع صرخة لمظلوم، ولا صوتاً لمنادی الحق، ولا ینظر بعین بصیرة فیرى آثار اللّه فی خلقه، ولا یفکر ولو لحظة واحدة فی مستقبله وماضیه... فمثل هذا الإنسان میّت فی منطق القرآن، أمّا الذین

ما تزال آثارهم تملأ الدنیا بعد موتهم، وأفکارهم أسوة وقدوة للآخرین، فهؤلاء أحیاء خالدون(1).

وبغض النظر عن هذه الاُمور کلّها... فالإسلام ـ حسب ما لدینا من المدارک ـ یؤمن بالحیاة البرزخیة للناس... والعجب أنّ بعض الوهابیین الجهلة یصرون على نفی أی نوع من أنواع الحیاة والعلم بعد الوفاة، حتى للنّبی(صلى الله علیه وآله) ویمنعون التوسل به، لأنّه بزعمهم میّت ولا أثر للمیت، والأعجب من ذلک أنّهم یستندون إلى الآیات ـ محل البحث ـ لتأیید دعواهم!!

فی حین أنّ بعضهم الآخر یصرّح على أنّ للنبیّ نوعاً من الحیاة البرزخیة، حیاةً أشرف من حیاة الشهداء المصرّح بها فی القرآن، وقال: إنّه یسمع سلام المسلّم علیه(2).

والرّوایات فی هذا الشأن کثیرة وافرة عن الفریقین الشیعة والسنة، أنّ النّبی(صلى الله علیه وآله)والأئمّة المعصومین(علیهم السلام) یسمعون من یسلّم علیهم من بعید أو قریب، ویردّون علیه سلامهم، کما أنّ أعمال الاُمّة تعرض علیهم(3).

ونقرأ فی حدیث ورد فی صحیح البخاری فی قصّة معرکة بدر أنّ النّبی(صلى الله علیه وآله)مع بعض أصحابه وقف على «القلیب» وقد ألقیت فیه أجساد قتلى المشرکین، فناداهم بأسمائهم، وقال: هلاّ أطعتم الله ورسوله، لقد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقاً، فهل وجدتم ما وعد ربّکم حقاً.. فقال عمر: یا رسول الله، تکلم أجساداً لا روح فیها... فقال(صلى الله علیه وآله): «والذی نفس محمّد بیده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم»(4).

ونقرأ فی قصّة الجمل عن الأصبغ بن نباتة، أنّه لما انهزم أصحاب الجمل رکب علی(علیه السلام)بغلة رسول الله الشهباء وسار فی القتلى یستعرضهم فمرّ بـ «کعب بن سور» قاضی البصرة وهو قتیل، فقال: أجلسوه، فأجلس. فقال: وَیلُمّک یا کعب بن سور، لقد کان لک علم لو نفعک.. ولکن الشیطان أضلک فأزلّک فعجلک إلى النّار(5).

ونقرأ فی نهج البلاغة ـ أیضاً ـ أنّه(علیه السلام) بعد رجوعه من صفین بلغ مقبرةً کانت خلف سور الکوفة، فخاطب الموتى فقال کلاماً فی تقلب الدنیا ثمّ قال: «هذا ما عندنا فما خبر ما عندکم ثمّ أضاف(علیه السلام) أمّا لو أذن لهم فی الکلام لأخبروکم أنّ خیر الزاد التقوى»(6).

وهذا بنفسه دلیل على أنّهم یسمعون إلاّ أنّهم لا یسمح لهم بالردّ.. ولو اُذن لهم لأجابوا!.

فجمیع هذه التعبیرات «إشارة» إلى حیاة الإنسان البرزخیة.


1. کان لنا بحث مفصل «فی الموت والحیاة الروحیین» فی ذیل الآیة 24 من سورة الأنفال.
2. الرسالة الثّانیة من الهدیّة السنیة لمحمّد بن عبدالوهاب، ص 41.
3. لمزید من الإیضاح یراجع کتاب کشف الإرتیاب ص 109 للسید محسن الأمین العاملی.
4. صحیح البخاری، ج 5، ص 97، (باب قتل أبی جهل).
5. شرح نهج البلاغة، لابن أبی الحدید، ج 1، ص 248.
6. نهج البلاغه، الکلمات القصار، رقم 130.
1ـ أسباب التوکلسورة النّمل / الآیة 82 ـ 85
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma