عاقبة الحمقى:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة الشّعراء / الآیة 185 ـ 191 1ـ الإنسجام التام فی دَعَوات الأنبیاء

لما رأى قوم شعیب الظالمون ـ أنّهم لا یملکون دلیلا لیواجهوا به منطقه المتین... ومن أجل أن یسیروا على نهجهم ویواصلوا طریقهم، رشقوه بسیل من التُهم والأکاذیب.

فالتهمة الاُولى هی ما یلصقها الجبابرة دائماً والمجرمون بالأنبیاء، وهی السحر فاتّهموه بها و(قالوا إنّما أنت من المسحّرین)(1) ولایُرى فی کلامک ما هو منطقی!! وتظن أنّک بهذا الکلام تستطیع تقیید حریتنا فی التصرف فی أموالنا کما نشاء!!

ثمّ ما الفارق بینک وبیننا لنتّبعک؟! ولا مزیّة لک علینا (وما أنت إلاّ بشر مثلنا وإن نظنُّک لمن الکاذبین).

وبعد إلقاء هذا الکلام المتناقض، إذ تارةً یدعونه (من الکاذبین) ورجلا انتهازیاً، وتارةً یدعونه مجنوناً أو من المسحّرین، وکان کلامهم الأخیر هو: إن کنت نبیّاً (فاسقط علینا کسفاً من السّماء إن کنت من الصّادقین) حیث کنت تهددنا دائماً بهذا اللون من العذاب.

و «کِسَف» على وزن (فِرَق) جمع (کِسْفَة) على وزن (قطعة) ومعناها قطعة أیضاً والمراد من هذه «القطع من السماء» هی قطع الأحجار التی تهوی من السماء.

وهکذا یبلغ بهم صلفهم ووقاحتهم وعدم حیائهم إلى هذه الدرجة، وأظهروا کفرهم وتکذیبهم فی أسوأ الصور.

إلاّ أنّ شعیب(علیه السلام)، وهو یواجه هذه التعبیرات غیر الموزونة والکلمات القبیحة وطلبهم عذاب الله، کان جوابه الوحید لهم أن (قال ربّی أعلم بما تعملون).

و یشیر إلى أنّ الأمر خارج عن یدی، وأن إنزال العذاب وإسقاط الکسف من السماء غیرُ مخول بها لیطلب کل ذلک منّی... فالله یعرف أعمالکم ویعلم بها، وما أنتم أهل له، فاذا لم تنفع المواعظ وتمّت الحجّة اللازمة، فإنّ عذابه لا مرد له وسیقطع دابرکم لا محالة!...

وهذا التعبیر وأمثاله ممّا یردُ على لسان الأنبیاء، وما نلاحظهُ فی آیات القرآن یدل على أنّهم کانوا یوکلون جمیع الاُمور إلى الله، وإنّها بإذنه وأمره، ولم یدّعوا أنّهم قادرون على کل شیء، أو أنّهم یفعلون ما یشاءون!.

وعلى کل حال فإنّ عذاب الله أزف موعده ـ وکما یعبر القرآن عنه فی الآیة التالیة قائلا: (فکذّبوه فأخذهم عذاب یوم الظّلّة إنّه کان عذاب یوم عظیم).

«الظلة» فی الأصل معناها القطعة من السحاب المظلّل: أی ذی الظل.

یقول أغلب المفسّرین فی ذیل هذه الآیة: إنّ حرّاً شدیداً محرقاً حلّ فی أرضهم سبعة أیّام، ولم یهب نسیم بارد مطلقاً، فإذا قطعة من السحاب تظهر فی السماء ـ بعد السبعة أیّام ـ وتحرک نسیم علیل فخرجوا من بیوتهم، واستظلّوا تحت السحاب من شدّة الحرّ.

وفجأة سطعت من بین السحابة صاعقة ممیتة بصوتها المذهل، واحرقتهم بنارها وزلزلت الأرض وهلکوا جمیعاً.

ونعرف أن الصاعقة تنتج عن تلاقح القوى أو «الطاقة» الموجبة والسالبة، أو ما یعبر عنها بالشحنات الکهربائیة وحین تتلاقح هذه الشحنات بین السحاب والأرض ینتج عنها صوت مرعب وشعلة موحشة، وقد تهتز الأرض عند وقوعها فیتزلزل محل سقوطها... وهکذا یتّضح أن اختلاف التعابیر فی آیات القرآن الواردة عن عذاب قوم شعیب، یعود إلى حقیقة واحدة! ففی سورة الأعراف جاء التعبیر بالرجفة الآیة 91 وفی سورة هود جاء التعبیر بالصیحة الآیة 94 أمّا فی الآیات محل البحث فقد جاء التعبیر بـ (عذاب یوم الظّلّة).

وبالرغم من أنّ بعض المفسّرین «کالقرطبی والفخر الرازی وغیرهم» یحتمل أنّ أصحاب الأیکة وأهل مدین کانوا جماعتین أو طائفتین، وکل طائفة نزل علیهم عذاب خاص، إلاّ أنّه مع ملاحظة هذه الآیات المتعلقة بهذا القسم ـ بدقة ـ یتجلّى أن هذا الاحتمال غیر وارد!

وتُختتم القصّة هذه بما خُتمت القصص الست السابقة عن أنبیاء الله الکرام، إذ یقول القرآن: إنّ فی حکایة أصحاب الایکة ودعوة نبیّهم شعیب وعنادهم وتکذیبهم، وبالتالی نزول العذاب على هؤلاء المتکبرین درس وعبرة لمن اعتبر (إنّ فی ذلک لآیةً وما کان أکثرهم مؤمنین).

ومع ذلک کله فإنّ الله رحیم ودود یمهلهم لعلهم یرجعون ویصلحون أنفسهم، فإذا تمادُوْا فی الغی واستوجبوا عذاب الله، أخذهم أخذ عزیز مقتدر.

أجل (وإنّ ربّک لهو العزیز الرّحیم).


1. «المسحّر» کما أشرنا من قبل إلیه، هو المسحور... أو الذی یقع علیه السحر من قبل السَحَرة، لینفذوا فی عَقلِه ویبطلوا عمله!!
سورة الشّعراء / الآیة 185 ـ 191 1ـ الإنسجام التام فی دَعَوات الأنبیاء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma