الدعاء طریق إصلاح النفس ومعرفة الله:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
لولا دعاؤکم، لما کانت لکم قیمة: محتوى سورة الشعراء:

معلوم أنّ مسألة الدعاء أعطیت أهمیة کبیرة فی آیات القرآن والرّوایات الإسلامیة، حیث کانت الآیة أعلاه أنموذجاً منها، غیر أن قد یکون القبول بهذا الأمر ابتداءً صعباً على البعض، کأنّه یقال: الدعاء عمل سهل جدّاً، ویمکن أن یؤدّیه الجمیع أو یتوسعون أکثر فیقولون: الدعاء عمل المغلوبین على أمرهم، الأمر الذی لا أهمیّة له.

لکن الإشتباه هنا ینشأ من أنّهم ینظرون إلى الدعاء الخالی من شرائطه، فی حین إذا أخذت الشرائط الخاصّة للدعاء بنظر الاعتبار، فإن هذه الحقیقة تثبت بوضوح. وهی أنّ الدعاء وسیلة مؤثرة فی إصلاح النفس، والإرتباط القریب بین الله والإنسان.

أوّل شرائط الدعاء، معرفة المدعو.

الشرط الثانی: تخلیة القلب وإعداد الروح لدعائه تبارک وتعالى، ذلک لأنّ الإنسان حینما یذهب باتجاه أحد، ینبغی أن یملک الإستعداد للقائه.

الشرط الثّالث للدعاء: هو جلب رضاه من یدعوه الإنسان، ذلک لأنّه لا یحتمل التأثیر بدون ذلک إلاّ نادراً.

وأخیراً فالشرط الرّابع لاستجابة الدعاء: هو أن یستخدم الإنسان کلّ قدرته، وقوته واستطاعته فی عمله، ویؤدّیه بأعلى درجة من الجدّ والاجتهاد، ثمّ یرفع یدیه ویوجه قلبه إلى بارئه بالدعاء فی ماوراء ذلک.

ذلک لأنّه ورد صریحاً فی الرّوایات الإسلامیة، أنّ الإنسان إذا قصّر فی العمل الذی یستطیع أن یؤدّیه بنفسه، ثمّ یتوسل بالدعاء فلن یستجاب دعاؤه.

من هنا، فإنّ الدعاء وسیلة لمعرفة الخالق ومعرفة صفاته الجمالیة والجلالیة، ووسیلة أیضاً للتوبة من الذنب، ولتطهیر الروح، وسبب أیضاً لأداء الحسنات للجهاد والجدّ والاجتهاد إلى منتهى الاستطاعة.

لهذا نجد عبارات مهمّة حول الدعاء لا یمکن فهمها إلاّ على ضوء ما قلناه، مثلا:

نقرأ فی روایة عن النّبی(صلى الله علیه وآله): «الدعاء سلاح المؤمن، وعمود الدین، ونور السماوات والأرض».(1)

ونقرأ فی حدیث آخر عن أمیر المؤمنین علی(علیه السلام): «الدعاء مفاتیح النجاح ومقالید الفلاح، وخیر الدعاء ما صدر عن صدر نقی، وقلب تقی».(2)

ونقرأ فی حدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام): «الدعاء أنفذ من السنان».(3)

فضلا عن کل ذلک، فإن من الطبیعی أنّ حوادث تقع فی حیاة الإنسان، فتغرقه فی الیأس من حیث الأسباب الظاهریة، فالدعاء یمکنه أن یکون شرفة على أمل الفوز، ووسیلة مؤثرة فی مواجهة الیأس والقنوط.

لهذا فالدعاء إزاء الحوادث الصعبة المرهقة، یمنح الإنسان قدرة وقوة وأملا وطمأنینة، وأثراً لا یمکن إنکاره من الناحیة النفسیة.

وقدّمنا بحثاً مفصلا بصدد مسألة الدعاء، وفلسفته، وشرائطه، ونتائجه، فی التّفسیر الأمثل ذیل الآیة 186 من سورة البقرة، فتفضل بمراجعته هناک من أجل التوضیح أکثر.

اللّهمّ، أجعلنا من خاصّة عبادک، وترحم علینا بتوفیق اکتساب خصائص وصفات «عباد الرحمن».

ربّنا، افتح لنا أبواب الدعاء واجعل ذلک سبباً لتثمین وجودنا بین یدیک.

اللّهمّ، تفضل علینا بتوفیقات الدعاء المطلوبة بین یدیک، ولا تحرمنا من الإستجابة.

إنّک على کل شیء قدیر وبالإجابة جدیر.

نهایة سورة الفرقان


1. اصول الکافی، ج 2، ص 468، أبواب الدعاء، باب أنّ الدعاء سلاح المؤمن.
2. المصدر السابق.
3. المصدر السابق.
لولا دعاؤکم، لما کانت لکم قیمة: محتوى سورة الشعراء:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma