«التوکل» مأخوذ من «الوکالة»، وهو فی منطق القرآن یعنی الإعتماد على الله وجعله ولیّاً وکیلا، وعدم القلق والخوف من کثرة المشاکل والموانع وعظم حجمها، بسبب التوکل على الله!
وهذا الأمر واحد من دلائل الإیمان المهمّة ومدعاة للنصر والتوفیق! والطریف أنّ الآیات المتقدمة عدّت التوکل فی شیئین:
أحدهما: القدرة والعلم لمن یتوکل علیه الإنسان.
والآخر: وضوح الطریق الذی اختاره الإنسان!.
وفی الحقیقة فإنّ القرآن یقول: لا مدعاة للضعف والخوف والوحشة، فأنت تعوّل على الله العزیز الذی لا یقهر، والعلیم الخبیر بکل شیء هذا من جهة.. ثمّ إنّک على الطریق الواضح والحق اللائح من جهة اُخرى.. فالمدافع عن الحق المبین علام یخاف؟!
وإذا ما رأیت جماعة خالفتک فلا تحزن أبداً... فهی لا تملک عیوناً باصرة، ولا آذاناً صاغیة، ولا قلوباً حیّة!... وهی خارجة أساساً عن طریق الهدایة والتبلیغ... وإنّما یلتفّ حولک طلاب الحق وعشاق الله، والعطاشى إلى العدل حیث یخفّون نحو منبع القرآن الزلال، لیرتووا من نمیره العذب.