أقوال کثیرة بین المفسّرین فی ما هو المقصود بحشر هذه الفئة من المجرمین على وجوههم!؟
بعضهم فسّروا ذلک بنفس معناه الحقیقی، وقالوا: إنّ ملائکة العذاب یسحبونهم إلى جهنم وهم ملقَون على وجوههم إلى الأرض، وهذا علامة على مهانتهم وذلتهم، لأنّهم کانوا فی الدنیا فی غایة الکبر والغرور والإستهانة بخلق اللّه، هذا من جهة.
ومن جهة اُخرى تجسید لضلالتهم فی هذا العالم، ذلک أن من یسحبونه بهذه الصورة لا یرى ما أمامه بأی شکل، وغافل عما حوله.
و البعض الآخر أخذوا بمعناه الکنائی، فقالوا تارة هذه الجملة کنایة عن تعلق قلوب أولئک بالدنیا، فهم یسحبون إلى جهنم لأن وجوه قلوبهم لا زالت مرتبطة بالدنیا.(1)
وقالوا تارةً اُخرى: أنّها کنایة مستعملة فی الأدب العربی حیث یقولون: فلان مرَّ على وجهه، یعنی أنّه لم یکن یدری أین یذهب.
لکن الواضح أنّنا مع عدم الدلیل على المعنى الکنائی، لابدّ من حملها على المعنى الأوّل، وهو المعنى الحقیقی.