فی معرض الإجابة على هذا السؤال لابدّ من الإشارة إلى اختلاف المفسّرین فی ذلک، فقد قال البعض: یقصد بها المبانی التی لا یسکنها شخص معین، وهی لعموم الناس، کالمنازل العامّة فی الطرق البریة والفنادق والحمامات العامّة وأمثالها، وقدجاء هذا المعنى بصراحة فی حدیث للإمام الصادق(علیه السلام)(1).

وفسّر البعض ذلک بالخرائب التی لیست لها جدران ولا أبواب، یدخلها من یشاء، غیر أنّ هذا التّفسیر یبدو بعیداً جداً عن الصواب، فلا أحد یضع متاعه فی هذه المنازل.

وقال آخرون: إنّها إشارة إلى مخازن التجار وحوانیتهم، التی احتوت على متاع الناس أمانةً لدیهم لغرض البیع، ویمکن لکلّ صاحب متاع الدخول إلى هذا المخزن لیأخذ متاعه، وهذا التّفسیر أیضاً یبدو غیر منسجم مع ما قصدته الآیة.

کما یحتمل أنّها قصدت المنازل التی لیس فیها أحد، ویضع المرء متاعه فیها أمانةً بعد علمه برضا صاحبها ضمناً فی حراستها ورفعها عند الحاجة.

وبعض هذه التفاسیر لا یتناقض مع غیره، إلاّ أنَّ التّفسیر الأوّل ینسجم انسجاماً أفضل مع معنى الآیة وقصدها، ویتّضح بذلک أنَّه لا یجوز لشخص له متاع فی منزل أن یدخل المنزل دون إستئذان من صاحبه حتى لو لم یکن فی البیت أحد حینذاک.

1. المصدر السابق، ح 3.