بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
آیة النور! سورة النّور / الآیة 39 ـ 40

استعرضنا کثیراً من مسائل هذه الآیات خلال تفسیرنا لها، وبقیت عدّة أحادیث یقتضی الأمر ذکرها بُغیة إتمام هذا البحث.

نقرأ فی کتاب روضة الکافی حدیثاً عن الإمام الصادق(علیه السلام) فی تفسیر آیة النور: «إنّ المشکاة قلب محمد(صلى الله علیه وآله) والمصباح النور الذی فیه العلم، والزجاجة قلب علی(علیه السلام) أو نفسه».(1)

وجاء حدیث آخر عن الإمام الباقر(علیه السلام) فی توحید الصدوق: «إنّ المشکاة نور العلم فی صدر النّبی(صلى الله علیه وآله) والزجاجة صدر علی... ونور علی نور إمام مؤید بنور العلم والحکمة فی أثر الإمام من آل محمد(صلى الله علیه وآله)، وذلک من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة، فهؤلاء الأوصیاء الذین جعلهم الله عزّوجلّ ـ خلفاء فی أرضه وحجج على خلقه، لا تخلو الأرض فی کلّ عصر من واحد منهم»(2).

وفسّر حدیث آخر عن الإمام الصادق(علیه السلام) المشکاة بفاطمة(علیها السلام) والمصباح بالحسن(علیه السلام) والزجاجة بالحسین(علیه السلام).(3)

وکما أشرنا سابقاً فإنّ للآیات مفهوماً واسعاً، وکلّ حدیث من هذه الأحادیث بیان لمصداق بارز من مصادیقها دون الاخلال بعمومیتها.

وبهذا لا نجد تناقضاً فی الأحادیث السابقة.

نقرأ فی حدیث عن أبی جعفر الثمالی قال: قال أبو جعفر(علیه السلام) الباقر لقتادة: من أنت؟ قال: أنا قتادة ابن دعامّة البصری فقال له أبو جعفر(علیه السلام): أنت فقیه أهل البصرة؟ قال: نعم، فقال له الامام الباقر(علیه السلام): ویحک یاقتادة إنّ الله خلق خلقاً من خلقه فجعلهم حججاً على خلقه، فهم أوتاد فی أرضه قوّام بأمره نجباء فی علمه اصطفاهم قبل خلقه، أظلة عن یمین عرشه قال: فسکت قتادة طویلا ثمّ قال: أصلحک الله والله لقد جلست بین یدی الفقهاء وقدّامهم، فما اضطرب قلبی قدّام واحد منهم ما اضطرب قدّامک.

فقال له الإمام الباقر(علیه السلام): أتدری أین أنت؟ بین یدى: (بیوت اذن الله أن ترفع ویذکر فیها اسمه یسبح له فیها بالغدوّ والآصال * رجال لا تلهیهم تجارة ولا بیع عن ذکر الله وأقام الصّلاة وإیتاء الزکاة) فأنت ثمّ ونحن اُولئک.

فقال له قتادة: «صدقت والله جعلنی الله فداک والله ما هی بیوت حجارة  ولا طین...».(4)

وذکر حدیث آخر حول رجال الله حماة الوحی والهدایة: «هم التجار الذین لا تلهیهم تجارة ولا بیع عن ذکر الله، إذا دخل مواقیت الصلاة أدوا إلى الله حقّه فیها».(5)

إشارة إلى أنّ هؤلاء الرجال همّهم ذکر الله ولا یقدمون علیه شیئاً، رغم أنّهم یمارسون نشاطاً اقتصادیاً فی الحیاة.

وصفت شجرة الزیتون فی الآیات السابقة بأنّها شجرة مبارکة.

وکان لهذه الشجرة أهمیة بالغة حین نزول القرآن، وقد اتّضح ذلک الیوم، لأنَّ کبار العلماءِ أخبرونا بخلاصة تجاربهم ودراساتهم عن خواص أنواعِ النباتات، وحول شجرة الزیتون یقولون: إنّها مبارکة حقّاً، وثمرها مفید جدّاً، ویمنحنا أجود الزیوت، ولها دور حیوی فی سلامة الجسم.

یقول ابن عباس: إنَّ أجزاء هذه الشجرة مفیدة ومریحة، وحتى رماد خشبها فیه منفعة، وهی أولُ شجرة نبتت بعد طوفان نوح(علیه السلام)، وقد دعا لها الأنبیاء وبارکوها.

ذکر المفسّرون الکبار عدّة تفاسیر لعبارة «نور على نور» فقال المرحوم الطبرسی فی مجمع البیان: إنّها إشارة إلى أنبیاء من نسل واحد یتعاقبون على النبوة ویُواصِلُونَ طریق الهدایة.

ویقول الفخر الرازی فی تَفسیرهِ: إنّها إشارة إلى تجمع شعاع النور وتراکمه، حیث ذکر حول المؤمن: «یقف المؤمن بین أربعة مواقف، فإذا وهبهُ الله شکره، وإذا أصابته مصیبة صبر وصمد، وإذا تکلم صدق، وإذا حکّم بین اثنین عدل، وهو إنسان واع بین جهلة ومثله کحیّ بین أموات. إنّه یسیر بین خمسة أنوار: کلامه نور، عمله نور، إقامته نور، رحله نور، هدفه نور الله یوم القیامة».

ویمکن أن یکون النور الأوّل الذی ذکرته الآیة إشارة إلى نور الهدایة الإلهیّة عن طریق الوحی، والنور الثّانی نور الهدایة عن طریق العقل.

أو أنّ النور الأوّل هو نور الهدایة التشریعة، والنور الثّانی نور الهدایة التکوینیة فهو نور على نور.

وبهذا فسّرت هذه العبارة بمختلف مصادر النور، مرّة فُسِّرت بالأنبیاء واُخرى بأنواعِ النور، ومرة ثالثة بمراحل النور المختلفة، وهی ممکنة جمیعاً فی آن واحد، لأنّ مفهوم الآیة واسع جداً (فتأملوا جیداً).


1. تفسیر نورالثقلین، ج 3، ص 602 و603 ذیل الآیات مورد البحث (مع بعض التلخیص).
2. المصدر السابق.
3. المصدر السابق.
4. تفسیر نورالثقلین، ج 3، ص 609.
5. المصدر السابق، ص 602 و603.
آیة النور! سورة النّور / الآیة 39 ـ 40
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma