آداب الدخول إلى المکان الخاصّ بالوالدین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة النّور / الآیة 58 ـ 60 1ـ فلسفة الإستئذان والمفاسد المترتبة على عدم الإلتزام به

إنّ أهم مسألة تابعتها هذه السورة ـ کما ذکرنا ـ هی مسألة العفاف العام ومکافحة کل انحطاط خلقی، بأبعاده المختلفة.

وقد تناولت الآیات ـ موضع البحث ـ إحدى المسائل التی ترتبط بهذه المسألة، وشرحت خصائصها، وهی استئذان الأطفال البالغین وغیرالبالغین للدخول إلى الغرفة المخصصة للزوجین.

فتقول أوّلا: (یا أیّها الّذین آمنوا لیستأذنکم الّذین ملکت أیمانکم والّذین لم یبلغوا الحلم منکم ثلاث مرّات) فیجب على عبیدکم وأطفالکم الإستئذان فی ثلاث أوقات (من قبل صلاة الفجر وحین تضعون ثیابکم من الظّهیرة ومن بعد صلاة العشاء).

«الظهیرة» تعنی کما یقول «الراغب الإصفهانی» فی مفرداته «والفیروزآبادی» فی القاموس المحیط: منتصف النهار وقریب الظهر حیث ینزع الناس عادة الملابس الإضافیة، وقد یختلی الزوج بزوجته.

(ثلاث عورات لکم) أی هذه ثلاث أوقات للخلوة خاصّة بکم.

«العورة» مشتقّة من «العار»، أی: العیب، وأطلق العرب على العضو التناسلی العورة، لأنّ الکشف عنه عار.

کما تعنی العورة الشقّ الذی فی الجدار أو الثوب، وأحیاناً تعنی العیب بشکل عامّ.

وعلى کلّ فإنّ إطلاق کلمة (العورة) على هذه الأوقات الثلاثة بسبب کون الناس فی حالة خاصّة خلال هذه الأوقات الثلاثة، حیث لا یرتدون الملابس التی یرتدونها فی الأوقات الاُخرى.

وطبیعی أنّ المخاطب هنا هم أولیاء الأطفال لیعلموهم هذه الاُصول، لأنّ الأطفال لم یبلغوا بعد سنّ التکلیف لتشملهم الواجبات الشرعیة.

کما أنّ عمومیة الآیة تعنی شمولها الأطفال البنین والبنات، وکلمة «الذین» التی هی لجمع المذکر السالم، لا تمنع أن یکون مفهوم الآیة عاماً، لأنّ هذه العبارة استعملت فی کثیر من الموارد وقصد بها المجموع، کما فی آیة وجوب الصوم، فلفظ «الذین» هناک یَعُمُّ المسلمین کافةً (سورة البقرة الآیة 83).

ولابدّ من القول بأنّ هذه الآیة تتحدّث عن أطفال ممیزّین یعرفون القضایا الجنسیة، ویعلمون ماذا تعنی العورة، لهذا أمرتهم بالإستئذان عند الدخول إلى غرفة الوالدین، وهم یدرکون سبب هذا الإستئذان، وجاءت عبارة «ثلاث عورات» شاهداً آخراً على هذا المعنى ولکن هل أنّ الحکم المتعلق بمن ملکت أیدیکم یختص بالعبید الذکور منهم أو یشمل الأماء والجواری، هناک أحادیثٌ مختلفةٌ فی هذا المجال، ویمکن ترجیح الأحادیث التی تؤید ظاهر الآیة، أی شمولها الغلمان والجواری.

وتختتم الآیة بالقول: (لیس علیکم ولا علیهم جناح بعدهن طوّافون علیکم بعضکم على بعض) فلا حرج ولا إثم علیکم وعلیهم إذا دخلوا بدون إستئذان فی غیر هذه الأوقات الثلاثة، أجل: (کذلک یبیّن الله لکم الآیات والله علیم حکیم).

کلمة (طوّافون) مشتقة من «الطواف» بمعنى الدوران حول شیء ما، وقد جاءت بصیغة مبالغة لتأکید تعدد الطواف.

وبما أنّ عبارة (بعضکم على بعض) جاءت بعد کلمة (طوّافون) فإنّ مفهوم الجملة یکون: إنّهُ مسموح لکم بالطواف حول بعضکم فی غیر هذه الأوقات الثلاثة، ولکم أن تتزاوروا فیما بینکم ویخدم بعضکم بعضاً.

وکما قال «الفاضل المقداد» فی کنز العرفان، فإنّ هذه العبارة بمنزلة دلیل على عدم ضرورة الإستئذان فی غیر هذه الأوقات، لأنّ المسألة تتعقد إن رغبتم فی الإستئذان کلّ مرّة(1).

وبیّنت الآیة التالیة الحکم بالنسبة للبالغین، حیث تقول: (وإذا بلغ الأطفال منکم الحلم فلیستأذنوا کما استأذن الّذین من قبلهم).

وکلمة «الحلم» على وزن «کتب» بمعنى العقل والکنایة عن البلوغ، الذی یعتبر توأماً لِطفرة عقلیة وفکریة، ومرحلة جدیدة فی حیاة الإنسان.

وقیل أنّ الحلم بمعنى الرؤیا، فهی کنایة عن احتلام الشباب حین البلوغ.

وعلى کلّ حال یستفاد من الآیة السابقة، أنّ الحکم بالنسبة للبالغین یختلف عنه بالنسبة للأطفال غیر البالغین، لأنّ أولئک یجب علیهم إستئذانُ الوالدین فی الأوقات الثلاثة فقط، لأنّ حیاتهم قد امتزجت مع حیاة والدیهم بدرجة یستحیلُ بها الإستئذانُ کلّ مرة، وکما أنّهم لم یعرفوا المشاعر الجنسیة بعد، أمّا الشباب البالغ، فهم مکلّفون فی جمیع الأوقات بالإستئذان حین الدخول على الوالدین.

ویَخصُّ هذا الحکم المکان المخصَّص لاستراحهِ الوالدین. أمّا إذا کان فی غرفة عامّة یجلس فیها آخرون أیضاً، فلا حاجة للإستئذان منهما بالدخول.

والجدیر بالذکر إنّ عبارة (کما استأذن الّذین من قبلهم) إشارة إلى الکبار الذین یستأذنون من الوالدین حین الدخول إلى غرفتهما. وقد أردفتِ الآیةُ الشباب الذین بلغوا الرشد بهؤلاء، الکبار.

وتقول الآیة فی الختام للتأکید والإهتمام الفائق: (کذلک یبیّن الله لکم آیاته والله علیم حکیم).

وهذا هو نفس التعبیر الذی جاء فی آخر الآیة السابقة دون تغییر، باستثناء استعمال الآیة السابقة کلمة «الآیات» وهذه استعملت کلمة «آیاته» ولا فرق فی معناهما.

وسنتناول بحث میزات هذا الحکم، وکذلک فلسفته فی ذیل تفسیر هذه الآیات.

وفی آخر الآیات ـ موضع البحث ـ استثناء لحکم الحجاب، حیث استثنت النساء العجائز والمسنّات من هذا الحکم، فقال: (والقواعد من النّساء اللاتی لا یرجون نکاحاً فلیس علیهنّ جناح أن یضعن ثیابهنّ غیر متبرّجات بزینة).

ولهذا الإستثناء شرطان:

أولهما: وصول هذه العجائز إلى عمر لا یتوقع أن یتزوجن فیه، أو بعبارة اُخرى: أن یفقدن کلّ جاذبیة اُنثویة.

وثانیهما: ألا یتزیَّن بزینة بعد رفع حجابهنّ، ویتّضح بذلک أنّه لا ضیر فی رفع الحجاب بعد إجراء هذین الشرطین، ولهذا استثناهنّ الإسلام من حکم الحجاب.

کما أنّ ـ من الواضح ـ أنّه لا یقصد برفع العجائز للحجاب اباحة خلع الملابس کلها والتعریّ، بل خلع اللباس الفوقانی فقط. وکما عبّرت عنه بعض الأحادیث بالجلباب والخمار.

وجاء فی حدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام) فی شرح هذه الآیة أنّه: «الخمار والجلباب»، قلت: بین یدی من کان؟ قال: «بین یدی من کان غیر متبرجة بزینة».(2)

کما وردت أحادیث اُخرى عن أهل البیت(علیهم السلام) بهذا المضمون أو ما یقاربه(3).

وتضیف الآیة فی ختامها (وأن یستعففن خیر لهن).

فالإسلام یرغب فی أن تکون المرأة أکثر عفّة وأنقى وأطهر. ولتحذیر النساء اللواتی یسئن من سوء الاستفادة من هذه الحریة، بأن یتحدثن أو یتصرفن باُسلوب لا یلیق بشرفهنّ، تقول الآیة محذرة إیّاهن: (والله سمیع علیم) کلّما تقولونه یسمعه الله، وما تکتمون فی قلوبکم أو فی أذهانکم یعلمه الله أیضاً.


1. کنزالعرفان، ج 2، ص 225.
2. وسائل الشیعة، ج 14، ص 147، کتاب النکاح، الباب 110.
3. للإستزادة یراجع المصدر السابق.
سورة النّور / الآیة 58 ـ 60 1ـ فلسفة الإستئذان والمفاسد المترتبة على عدم الإلتزام به
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma