جانب آخر من الخلق العجیب:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة النّور / الآیة 43 ـ 45 ردّ على استفسار:

نواجه ثانیة ـ فی هذه الآیات ـ جانباً آخر من مسألة الخلق المدهشة، وما احتوته من آیات العلم والحکمه والعظمة، وکلّ ذلک من أدلّة توحید ذاتِ اللهِ الطاهرة.

یخاطِبُ القرآنُ المجید النبیّ(صلى الله علیه وآله) ثانیة ویقول(ألم تر أنّ الله یزجی سحاباً ثمّ یؤلّف بینه ثمّ یجعله رکام) وبعد أن تتراکم السحب ترى قطرات المطر تخرج من بین السحاب وتهبط على الجبال والسهول والصحاری (فترى الودق یخرج من خلاله).

وکلمة «یزجی» مشتقّة من «الإزجاء»، أی سوقه باُسلوب لین لترتیب المخلوقات المتبعثرة هنا وهناک بقصد جمعها.

وهذا التعبیر یصدق بالنسبة للسحب، حیث ترتفع کلّ قطعة منه من جانب من البحر. ثمّ تسوقها ید القدرة الإلهیّة وتجمعها، فتراکم بعضها على بعض.

وکلمة «رکام» على وزن «غلام»، بمعنى الأشیاء المتراکمة بعضها فوق بعض.

وأمّا «الودق» على وزن «شرق»، فیرى الکثیرون أنّها حبّات المطر، إلاّ أنّ الراغب الإصفهانی یرى فی مفرداته أنّها ذرات دقیقة من الماء، أی: الرذاذ الذی یتناثر فی الفضاء حین هطول المطر.

والمعنى الأوّل أکثر ملاءمة هنا، فما یدلّ بشکل أکبر على عظمة الله هو ذرات المطر نفسها ولیس رُذاذه، إضافة إلى أنَّ القرآن کُلَّما ذکر السحاب ونزول برکات الله من السماء، أشار فیها إلى المطر. فهو الذی یحیی الأرض بعد موتها ویبعث الحیاة فی الأشجار والنباتات، ویروی عطش البشر والحیوان.

وأشار القرآن إلى ظاهرة اُخرى من ظواهر السماء المدهشة، وهی السحاب، حیث قال: (وینزل من السماء من جبال فیها من برد) أی من جبال السحب فی السماء تنزل قطرات المطر على شکل ثلج وَبَرَد، فتکون بلاء لمن یرید الله عذابه فتصیب هذه الثلوج المزارع والثمار وتتلفها وقد تصیب الناس والحیوانات فتؤذیهم (فیصیب به من یشاء)ومن لم یرد تعذیبه دفع عنه هذا البلاء (ویصرفه عن من یشاء).

أجل، إنّه هو الذی ینزّل الغیث المخصب من سحابة تارة... وهو الذی یُصیّره برَداً بأدنى تغییر بأمره فیصیب به (بالأذى) من یشاء، وربما یکون مُهلکاً أحیاناً.

وهذا یدلّ على منتهى قُدرته وعظمته ـ إذ جَعَلَ نفع الإنسان وضرره وموته وحیاته متقارنة، بل مزج بعضها ببعض!

وفی نهایة الآیة یشیر إلى ظاهرة اُخرى من الظواهر السماویة التی هی من آیات التوحید فیقول سبحانه (یکاد سنا برقه یذهب بالأبصار).

فالسُحبُ المؤلفة فی الحقیقة من ذرات الماء تحمل فی طیّاتها الشحنات «الکهربائیة»، وتُومض إیماضاً یُذهل برقها (العیون) والأبصار وَیَصُکّ رعدها السمع من صوته، وربّما اهتزت له جمیع الاجواء.

إن هذه الطاقة الهائلة یبن هذا البخار اللطیف لمثیرةٌ للدهشة حقّاً!...

سورة النّور / الآیة 43 ـ 45 ردّ على استفسار:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma