«الرّمی» فی الأصل هو اطلاق السهم أو قذف الحجر وأمثالهما، وطبیعی أنّه یؤذی فی معظم الأوقات، وقد استخدمت الکلمة هنا کنایة عن اتهام الأشخاص وسبابهم ووصفِهم بما لا یلیق، لأنّ هذه الکلمات کالسهم یصیب الشخص ویجرحه.
ولعل ذلک هو السبب فی استخدام هذه الآیات ـ والآیات المقبلة ـ لهذه الکلمة بشکل مطلق، فلم ترِدِ الآیةُ على هذا النحو (والذین یرمون المحصنات بالزنا) وإنّما جاءت (والذین یرمون المحصنات) لأنّ مفهوم «یرمون» وخاصّة مع ملاحظة القرائن الکلامیة یستبطن معنى (الزنا)، وعدم التصریح به ولا سیما عند الحدیث عن النساء العفیفات نوع من الاحترام لهن، وهذا التعبیر مثال بارزٌ لإکرام المتطهرین، ونموذج لإحترام الآدب والعفة فی الکلام.