وتوضیح ذلک:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
حرکة الأرض إحدى معاجز القرآن العلمیّة:سورة النّمل / الآیة 89 ـ 93

إنّ الآیة تقول: تحسب الجبال ساکنة وجامدة مع أنّها تمرّ مرّ السحاب.. وهذا التعبیر واضح أنّه لا ینسجم مع الحوادث التی تقع بین یدی القیامة... لأنّ هذه الحوادث من الوضوح بمکان بحیث یعبر عنها القرآن (یوم ترونها تذهل کلّ مرضعة عمّا أرضعت وتضع کلّ ذات حمل حملها وترى النّاس سکارى وما هم بسکارى).(1)

تشبیه حرکة الجبال بحرکة السحاب یتناسب مع الحرکات المتناسقة الهادئة، ولا یتناسب والإنفجارات العظیمة التی تصطک منها المسامع!.

التعبیر الآنف الذکر یدلّ على أنّه فی الوقت الذی ترى الجبال بحسب الظاهر جامدة، إلاّ أنّها فی الواقع تتحرک بسرعة «على حالتها التی ترى فیها جامدة» أی أنّ الحالتین تبینان شیئاً واحداً.

والتعبیر بـ «الإتقان» الذی یعنی الإحکام والتنظیم، یتناسب زمان استقرار نظام العالم، ولا یتناسب وزمان انهیاره وتلاشیه.

جملة (إنّه خبیر بما تفعلون) مع ملاحظة أنّ «تفعلون» فعل مضارع، تدل على أنّها تتعلق بهذه الدنیا، لأنّها تقول: إنّ الله خبیر بأعمالکم التی تصدر فی الحال والمستقبل، ولو کانت ترتبط بانتهاء العالم، لکان ینبغی أن یقال: إنّه خبیر بما فعلتم. «فتأملوا بدقّة».

ویستفاد من مجموع هذه القرائن أنّ هذه الآیة تکشف عن إحدى عجائب الخلق، وهی فی الواقع تشبه ما جاء فی الآیتین آنفتی الذکر: (ألم یروا أنّا جعلنا اللیل لیسکنوا فیه).

وبناءً على ذلک فالآیات محل البحث قسم منها فی التوحید، وقسم منها فی المعاد!.

وما نستنتجه من هذا التّفسیر، هو أنّ هذه الجبال التی نتصورها ساکنة «جامدة» هی فی سرعة مطرّدة فی حرکتها... ومن المقطوع به أنّه لا معنى لحرکة الجبال من دون حرکة الأرض المتصلة بها، فیتّضح من الآیة أنّ الأرض تتحرک کما یتحرک السحاب!.

ووفقاً لحسابات علماء الیوم فإنّ سرعة حرکة الأرض حول نفسها تقرب من 30 کیلومتر فی کل دقیقة، وسرعة سیرها فی حرکتها الإنتقالیة حول الشمس أکثر من هذا المقدار...

لکن علام عُنی بالجبال دون غیرها؟ لعل ذلک إنّما هو لأنّ الجبال یضرب بها المثل لثقلها وقرارها، وتعدّ مثلا حسناً لبیان قدرة الله سبحانه، فحیث إنّ هذه الجبال على عظمتها وما فیها من ثقل، تتحرک کالسحاب بأمر الله «مع ا لأرض» فقدرته على کل شیء «بینة، وثابتة»!

وعلى کل حال، فالآیة آنفة الذکر تعدّ من معاجز القرآن العلمیة... لأننا نعلم أنّ أوّل العلماء الذین اکتشفوا حرکة کرة الأرض هو «غالیو» الإیطالی و«کبرنیک» اللذین أظهرا هذه الحقیقة للملأ فی أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر! بالرغم من أنّ رجال الکنیسة حکموا علیهما حکماً صارماً، وتعرضاً لمضایقات کثیرة.

إلاّ أنّ القرآن کشف الستار عن وجه هذه الحقیقة قبل ذلک بألف عام تقریباً وبیّن حرکة الأرض بالأسلوب الآنف الذکر على أنّها بعض أدلة التوحید!

ویرى بعض فلاسفة الإسلام، فی الوقت الذی یقبلون فیه التّفسیر الثانی، وهو الإشارة إلى حرکة الجبال فی هذا العالم، أنّ الآیة ناظرة إلى «الحرکة الجوهریة» فی الأشیاء، واعتقدوا أنّ الآیة منسجمة والنظریة المعروفة بالحرکة الجوهریة ومؤیدة لها.(2)


1. الحج، 2.
2. المراد من «الحرکة الجوهریة» هو أنّ أشیاء عالم المادة بالإضافة إلى ما یحصل فیها من تغییرات مختلفة فی الکیفیة والکمیة والمکان وما أشبه ذلک! فیها حرکة فی داخلها «وجوهرها» أی إنّها وجود سیال ومتحرک، والتغییرات الظاهریة هی انعکاس عن التغییرات الداخلیة لها.. وبتعبیر آخر: إنّ لدینا وجودین مختلفین ذاتاً.. الوجود الثابت «الوجود ماوراء المادی»، ووجود سیال ومتحرک «الوجود المادی» وأهم دلیل على إثبات هذه النظریة مسألة وجود الزمان للموجودات المادیة وعدم انفصال التغییرات الظاهریة عن التغییرات الباطنیة، ویطول بنا البحث فی هذا الصدد وهو خارج عن موضوعنا هنا.
حرکة الأرض إحدى معاجز القرآن العلمیّة:سورة النّمل / الآیة 89 ـ 93
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma