سُلیمانُ فی وادی النَمْلِ:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة النّمل / الآیة 17 ـ 19 1ـ معرفة سلیمان بلغة الحیوانات ومنطقها

یستفاد من آیات هذه السورة، وآیات سورة سبأ أنّ «حکومة سلیمان» لم تکن حکومةً مألوفة، بل حکومة مقرونة بما یخرق العادات والمعاجز المختلفة، التی ورد قسم منها فی هذه السورة، والقسم الآخر ورد فی سورة «سبأ» أمّا ما ورد فی هذه السورة من الاُمور الخارقة للعادة «حکومة سلیمان على الجن، والطیر، وإدراکه کلام النمل، وکلامه مع الهدهد».

وفی الحقیقة فإنّ الله أظهر قدرته فی هذه الحکومة وما سخّر لها من قوى، ونحن نعرف أنّ هذه الاُمور عند الله ـ فی نظر الإنسان الموحّد ـ یسیرة وسهلة!.

وأوّل ما تبدأ هذه الآیات بقوله تعالى: (وحُشر لسلیمانَ جنودُه من الجنّ والإنس والطّیر).

وکانت جنوده من الکثرة بحیث کانوا عند التحرک والمسیر، ومن أجل المحافظة على النظم، یؤمرون بتوقف مقدمة الجیش لتلحق بها مؤخرتها (فهم یوزعون).

«یُوزعون» من مادة (وزع) على وزن (جمَعَ) ومعناه الحبس والإیقاف، وهذا التعبیر متى اُطلق على الجند أو الجیش فیعنی إیقاف أوّل الجیش لیلحق به آخره، لکی یحفظ من التشتت والتفرق.

وکلمة «وزع» معناها الحرص والعلاقة الشدیدة بالشیء، بحیث تمنع الإنسان عن الاُمور الاُخرى.

ویستفاد من هذا التعبیر أنّ جنودسلیمان کانوا کثیرین، کما کانوا یخضعون للنظم والانضباط.

«وَحشر» فعل ماض من (الحشر) على وزن (نشر) ومعناه إخراج الجمع من المقرّ، والتحرک نحو المیدان للقتال، وما أشبه ذلک.

ویستفاد من هذا التعبیر ـ والتعبیر التالی فی الآیة الاُخرى أنّ سلیمان(علیه السلام)کان قد جمع جنوده وحرّکهم نحو نقطة ما، لکن هذه النقطة أیة نقطة هی؟ وأین کان یتّجه سلیمان؟ لیس ذلک معلوماً على وجه الدقّة.

واستفاد بعضهم من الآیة التالیة التی تتحدث عن وصول سلیمان إلى وادی النمل، أنّها منطقة على مقربة من الطائف، وقال بعضهم: بل هی منطقة على مقربة من «الشام».

وحیث إنّ هذا الموضوع لا تأثیر له فی الاُمور الأخلاقیة والتربویة «للآیة» لذلک لم تتطرق له الآیة الکریمة.

وهناک ـ ضمناً ـ جدلٌ بین کثیر من المفسّرین فی أنّ الإنس والجن والطیر، هل کانوا جمیعاً من جنود سلیمان؟ فتکون (من) فی الآیة بیانیة، أو أنّ قسماً منهم کان یؤلف جیشه وجنوده فتکون (من) تبعیضیة.. ویبدو أنّ هذا بحث لا طائل تحته... لأنّ سلیمان ـ دون أدنى شک ـ لم یکن حاکماً على وجه البسیطة کلها، بل کانت منطقة نفوذه وحکومته منطقة الشام وبیت المقدس، وقد یدخل بعض ما حولهما تحت سلطته وحکومته!.

کما یستفاد من الآیات التالیة أنّه لم تکن له بعدُ سلطة على الیمن أیضاً.. وإنّما صارت الیمن تحت نفوذه بعد قصّة الهدهد و«تسلیم ملکة سبأ» وإذعانها له.

وجملة (وتفقّد الطّیر) فی الآیات التالیة، تدلّ على أنّ هُدهداً واحداً کان ضمن الطیر التی کانت تحت أمر سلیمان، بحیث إنّه لما افتقده سأل عنه، فلو کانت الطیور جمیعها تحت أمره وفیها آلاف الهداهد، لکان هذا التعبیر غیر صحیح «فتأملّوا بدقة».

وعلى کل حال، فإنّ سلیمان(علیه السلام) تحرک بهذا الجیش العظیم (حتّى أتوا على واد النّمل).

فخاطبت نملة من النمل أصحابها محذرة، کما تقول الآیة: (قالت نملة یا أیّها النّمل ادخلوا مساکنکم لا یحطمنّکم سلیمان وجنوده وهم لا یشعرون)(1).

ولنا کلام یسأتی ـ إن شاء الله ـ فی کیفیة اطّلاع النملة ومعرفتها بحضور سلیمان وجنوده فی تلک المنطقة، وکیف أوصلت صوتها إلى بقیة النمل؟

ویستفاد ضمناً من جملة (لا یشعرون) أنّ عدل سلیمان کان ظاهراً وواضحاً حتى عند النمل، لأنّ مفهوم الجملة أنّ سلیمان وجنوده لو شعروا والتفتوا إلى النملة الضعیفة لما وطأوها بالأقدام، وإذا وطأوها فإنّما ذلک لعدم توجههم والتفاتهم: (فتبسّم ضاحکاً من قوله).

هناک کلمات مختلفة عند المفسّرین فی الشیء الذی أضحک سلیمان، والظاهر أنّ القضیة ذاتها کانت عجیبة عند سلیمان، بحیث تُحذّر نملة صویحباتها من النمل... تحذرهنّ من تحطیم سلیمان وجنوده إیاهن وهم لا یشعرون، فضحک من أجلها!

وقال بعضهم: کان ضحک سلیمان سروراً منه بأن عرف أنّ النمل تعترف بتقواه وعدالته وتقوى جنوده وعدالتهم.

وقال بعضهم: کان ضحکه وتبسمه لأنّ الله أعطاه هذه القدرة، وهی أنّه برغم جلجلة جیشه ولجبه فإنّه التفت إلى صوت النملة مخاطبة بقیة النمل فلم یغفل عنها.

وعلى کل حال، فإن سلیمان توجه نحو الله.. داعیاً وشاکراً مستزیداً فضله: (وقال ربّ أوزعنی أن أشکر نعمتک الّتی أنعمت علىّ وعلى والدیّ)(2).

أی، لتکون لی القدرة أن استعمل هذه النعم جمیعها فی ما أمرتنی به وما یرضیک، ولا أنحرف عن طریق الحقّ، فإن أداء شکر هذه النعم لا یکون إلاّ بتوفیقک وإعانتک، (وأن أعمل صالحاً ترضاه) وهو یشیر إلى أنّ بقاء هذا الجیش وحکومته وتشکیلاتها الواسعة غیر مهم بالنسبة إلیه، بل المهم أن یؤدّی عملا صالحاً یرضی به ربّه، وحیث إنّ «أعمل» فعل مضارع فهو دلیل على طلب استمرار التوفیق من قبل الله له.

والطلب الثّالث الذی طلبه سلیمان من ربّه، کما حکته الآیة، هو أن یجعله فی زمرة الصالحین، إذ قال: (وأدخلنی برحمتک فی عبادک الصّالحین).


1. قال بعض المفسّرین: إن (التاء) فی النملة للوحدة، وتأنیث الفعل مراعاة لظاهر الکلمة!
2. «أوزعنی» من مادة «إیزاع» ومعناه «الإلهام»، أو المنع عن الانحراف، أو إیجاد العشق والتعلق، إلاّ أنّ أغلب المفسّرین إختاروا المعنى الأوّل.
سورة النّمل / الآیة 17 ـ 19 1ـ معرفة سلیمان بلغة الحیوانات ومنطقها
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma