1ـ من هم المقصودون بالمعبودین هنا!؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
المحاکمة بین المعبودین وعبدتهم الضالین: 2ـ دافع الإنحراف عن أصل التوحید

فی الإجابة على هذا السؤال، هناک تفسیران بین المفسّرین المعروفین:

أوّلا: أن یکون المقصود بالمعبودین إنساناً (مثل المسیح) أو شیطاناً (مثل الجن) أو (الملائکة)، حیث إنّ کلّ واحد منها کان قد اتخذه فریق من المشرکین معبوداً لهم، ولأنّهم أهل عقل وشعور وإدراک، فیمکنهم أن یکونوا موضع الاستنطاق والمحاسبة، ولإتمام الحجة، ولإثبات کذب المشرکین الذین یقولون: إنّ هؤلاء دعونا لعبادتهم! فهم یسألون عمّا إذا کان هذا الإدعاء صحیحاً؟ ولکنّهم یکذبون إدعاء المشرکین بصراحة!

التّفسیر الثّانی: الذی ذکره جمع من المفسّرین هو أنّ الله یمنح الأصنام فی ذلک الیوم نوعاً من الحیاة والإدراک والشعور، بالشکل الذی تستطیع فیه أن تکون موضع المحاسبة، لینطقوا بالجواب اللازم: إلهنا، نحن ما أضللنا هؤلاء، بل هم أنفسهم ضلوا بسبب انغماسهم فی الشهوات والغرور.

وهناک الاحتمال آخر، وهو أنّ المقصود یشمل جمیع المعبودین، سواء کانوا ذوو عقل وشعور یخبرون بألسنتهم عن الوقائع، أم لم یکونوا من أهل العقل والشعور، حیث یعکسون الحقیقة أیضاً، بلسان حالهم.

ولکن القرائن الموجودة فی الآیة تتفق أکثر مع التّفسیر الأوّل، ذلک لأنّ الأفعال والضمائر تدل جمیعها على أن طرف المحاورة هم أصحاب عقل وشعور، وهذا یتناسب مع معبودین کالمسیح والملائکة وأمثالهم.

إضافة إلى أنّ قوله تعالى: (فقد کذّبوکم...) یُظهر أنّ المشرکین قد ادّعوا من قبل أنّ هؤلاء المعبودین قد أضلونا ودعونا لعبادتهم، وبعید أن یکون المشرکون قد ادعوا هذا بالنسبة إلى الأصنام الحجریة والخشبیة، لأنّهم ـ کما ورد فی قصة إبراهیم ـ کانوا على یقین بأنّ الأصنام لا تتکلم (لقد علمت ما هؤلاء ینطقون)(1).

فی حین أنّنا نقرأ مثلاً بالنسبة إلى المسیح(علیه السلام) فی الآیة 116 من سورة المائدة: (أأنت قلت للناس اتّخذونی وأمی إلهین من دون الله)؟!

ومن المسلّم أنّ ادعاء المشرکین وعبدة الأصنام کان واهیاً وبلا أساس، فاُولئک لم یدعوهم إلى عبادة أنفسهم.

الملفت هو أنّ المعبودین لم یقولوا فی الجواب: إلهنا، ما دعوناهم إلى عبادة أنفسنا، بل یقولون: نحن ما اتّخذنا لأنفسنا غیرک معبوداً، یعنی فی الوقت الذی نحن نعبدک وحدک، فمن الاُولى أنّنا لم ندعهم إلى أحد غیرک، خاصّة وأنّ هذا الکلام یقترن مع (سبحانک) ومع (ماکان ینبغی لن) التی تکشف عن غایة أدبهم، وتأکیدهم على التوحید.


1. الأنبیاء، 65.
المحاکمة بین المعبودین وعبدتهم الضالین: 2ـ دافع الإنحراف عن أصل التوحید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma