حدّ الزانی والزانیة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة النّور / الآیة 1 ـ 3 1ـ الحالات التی یعدم فیها الزانی

سمّیت هذه السورة بالنّور لأنّ آیة النور فیها من أهم آیاتها، إضافة إلى أنّ مضمونها یشعشع فی جوانح الرجل والمرأة والأسرة والبشر عفّة وطهارة، وحرارة وتقوى، ویعمر القلوب بالتوحید والإیمان بالمعاد والإستجابة لدعوة النّبی(صلى الله علیه وآله).

واُولى آیات هذه السورة المبارکة بمثابة إشارة إلى مجمل بحوث السورة (سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فیها آیات بینات لعلکم تذکرون).

«سورة» کلمة مشتقّة من «السور» أی الجدار المرتفع، ثمّ أطلقت على الجدران التی تحیط بالمدن لحمایتها من مهاجمة الأعداء، وبما أنّ هذه الجدران کانت تعزل المدینة عن المنطقة المحیطة بها، فقد استعملت کلمة «سورة» تدریجیاً فی کل قطعة مفصولة عن شیء، ومنها استعملت لتعنی قِسماً من القرآن، کما قال بعض اللغویین: إنَّ «سورة» بناء جمیل مرتفع، وهذه الکلمة تطلق أیضاً على قسم من بناء کبیر، وتطلق السورة على أقسام القرآن المختلفة المفصولة بعضها عن بعض(1).

وعلى کل حال فإنّ هذه العبارة إشارة إلى کون أحکام ومواضیع هذه السورة ـ من اعتقادات وآداب وأوامر إلهیة ـ ذات أهمّیّة فائقة، لأنّها کلها من الله.

وتؤکّد ذلک عبارة «فرضناها»، لأنّ «الفرض» یعنی قطع الشیء الصلب والتأثیر فیه کما یقول الراغب فی مفرداته.

وعبارة (آیات بینات) قد تکون إشارة إلى الحقائق المنبعثة عن التوحید والمبدأ والمعاد والنّبوة، التی تناولتها هذه السورة، وهی إزاء «فرضنا» التی تشیر إلى الأوامر الإلهیّة والأحکام الشرعیة التی بیّنتها هذه السورة، وبعبارة اُخرى: إحداها تشیر إلى الاعتقادات، والاُخرى إلى الأحکام الشرعیة.

ویحتمل أن تعنی «الآیات البینات» الأدلة التی استندت إلیها هذه الأحکام الشرعیة.

وعبارة (لعلکم تذکرون) تؤکّد أنّ جذور جمیع الاعتقادات الصحیحة، وتعالیم الإسلام التطبیقیة، تکمن فی فطرة البشر.

وعلى هذا الأساس فإنّ بیانها یعتبر نوعاً من التذکیر.

وبعد هذا الإستعراض العام، تناولت السورة أوّل حکم حاسم للزانی والزانیة (الزانیة والزانی فاجلدوا کل واحد منهما مائة جلدة) ولتأکید هذا الحکم قالت (ولا تأخذکم بهما رأفة فی دین الله إن کنتم تؤمنون بالله والیوم الآخر).

وأشارت الآیة فی نهایتها إلى مسألة اُخرى لإکمال الاستنتاج من العذاب الإلهی (ولیشهد عذابهما طائفة من المؤمنین).

وتشتمل هذه الآیة على ثلاثة تعالیم:

الحکم بمعاقبة النساء والرجال الذین یمارسون الزنا.

إقامة هذا الحکم الإلهی بعیداً عن الرأفةِ بمن یقامُ علیه، فهذه الرأفةُ الکاذبة تؤدّی إلى الفساد وانحطاط المجتمع، وتضع الآیةُ الإیمان بالله ویوم الحساب مُقابِل الرأفةِ التی قَدْ یحس بها أحد تجاه الزانی والزانیة ساعة إقامة الحدّ علیهما، لأنّ أداء الأحکام الإلهیّة من غیر تأثُرِ بالعواطِف دلیل على صدق الإیمان بالمبدأ والمعاد، والإیمان بالله العالم الحکیم یعنی أنّ لکل حکم من أحکامه غایة وهدف حکیم، والإیمان بالمعاد یُشعر الإنسان بالمسؤولیة إزاء کل مخالفة.

وذکر بهذا الصدد حدیث مهم عن الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله): «یُؤتی بوال نقص من الحدّ سوطاً،

فیقال له: لِمَ فعلت ذلک؟ فیقول: رحمةً لعبادک، فیقال له: أنت أرحم بهم منّی؟! فیؤمر به إلى النار، ویؤتى بمن زاد سوطاً، فیقال له: لم فعلت ذلک؟ فیقول: لینتهوا عن معاصیک! فیقول: أنت أحکم به منّی؟! فیؤمر به إلى النّار!».(2)

أوجب الله حضور عدد من المؤمنین فی ساحة معاقبة الزناة لیتعظ الناس بما یرونَ مِنْ إقامة حکم الله العادل على المذنبین، وبملاحظة النسیج الاجتماعی للبشر نرى أنّ انحطاط الشخص لا ینحصر فیه، بل یسری إلى الآخرین، ولإتمام التطهیر یجب أن یکون العقاب علناً مثلما کان الذنب علناً.

وبهذا یتّضح الجواب عن السؤال: لِمَ یعرّض الإسلامُ کرامة إنسان بین الناس إلى الخدش والامتهان؟ فیقال: ما دَامَ الذنبُ سِرَّاً لِم یَطَّلِعْ علیه أحَدٌ وَلم یبلُغ القضاء، فلا بأسَ بکتمانِهِ فی النفس وإستغفارِ الله مِنْهُ، فإنَّه تعالى یَسْتُرُه بلطفِهِ ویُحبُّ مَنْ یَسْتُرهُ، أمّا إذا ظهر الجُرْمُ بالأدِلَّةِ الشرعیّةِ، فلابُدَّ من تنفیذ العقاب بشکل یبطل آثار الذنب السیئة، ویبعثُ على استفظاعه وَبَشاعته، ومن الطبیعی أن یولی المجتمع السلیم الأحکامَ إهتماماً کبیراً، فتکرار التحدِّی للحدود الشرعیَّة یُفْقِدُها فاعلیتها فی صیانَةِ الطمأنینة والأستقرار فی النفوس، ومِنْ هنا وجبت إقامة هذا الحَدِّ عَلَناً لیمتنع الناسُ مِن تکرار فاحِشَة ساءَتْ سبیلا.

ویجب أن لا ننسى أنّ کثیراً من الناس یهتم باطّلاع الناسِ على سُوءِ فِعله أکثر من إهتمامه بِما یَنْزِلُ به من العقابِ على ذلک الفِعل الشنیع، ولهذا وجبت إقامة الحَدِّ على الزَّانی بحضور الناس، وهذا الإعلان لإقامة هذا الحدِّ الإلهی أمام الناس قد یمنع المفسدین مِن الاستمرار فی الفَسادِ ویکون بمثابة فرامل قویة أمام التمادی فی رکوب الشهوات.

وبعد بیان حدِّ الزِّنا، جاء بیان حکم الزواج من هؤلاء فی الآیة الثّالثة کما یلی: (الزانی لا ینکح إلاّ زانیة أو مشرکة والزانیة لا ینکحها إلاّ زان أو مشرک وحرّم ذلک على المؤمنین).

اختلف المفسّرون فی کون هذه الآیة بیاناً لحکم إلهی، أو خبراً عَنْ قضیّة طبیعیَة.

فیرى البعض أنَّ الآیة تبیّن واقعة ملموسة فقط، فالمنحطون یختاروُن المنحطات، وکذلِک یفعلْنَ هن فی اختیارهن، بینما یَسْمُو المتطهّرون المؤمنون عن ذلک. ویحرّمون على أنفسهم اختیار الأزواج من ذلک الصنف تزکیةً وتطهیراً، وهذا ما یَشْهَدُ به ظاهِرُ الآیة الذی جاء على شکل جملة خبریة.

إلاّ أنّ مجموعة اُخرى ترى فی هذه العبارة حکماً شرعیاً وأمراً إلهیاً یمنع المؤمنین من الزواج مع الزانیاتِ، ویمنع المؤمناتِ من الزواج مع الزناة، لأنّ الانحرافات الأخلاقیة کالأمراضِ الجسمیةِ المعدیة فی الغالب. فضلا عن أنَّ ذلک عارٌ یأباهُ المؤمِنُ وینأى عنه.

مضافاً إلى المصیر المبهم والمشکوک للأبناء الذین ینشؤون فی احضان ملوثة ومشکوکة، ینتظر الأبناءَ من مثل هذا الزواج!

ولهذه الأسباب والخصوصیات منعه الإسلام.

والشاهد على هذا التفسیر جملة (وحرِّم ذلک على المؤمنین) التی تدلّ على تحریم الزنا.

والدلیل الآخر أحادیث عدیدة رویت عن النّبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) وسائر الأئمّة المعصومین(علیهم السلام) التی فسّرت هذه الآیة باعتبارها حکماً إلهیاً ینص على المنع.

وحتى أن بعض کبار المفسّرین کتب بشأن نزول هذه الآیة: إنّ رجلا من المسلمین استأذن الرّسول(صلى الله علیه وآله) فی أن یتزوج «أم مهزول» وهی امرأة کانت تسافح ولها رایة على بابها، فنزلت الآیة(3)، عن عبدالله بن عباس وابن عمر ومجاهد وقتادة والزهری، والمراد بالآیة النهی وإن کان ظاهرها الخَبَر.

ویؤیده ما روی عن أبی جعفر(علیه السلام) وأبی عبدالله(علیه السلام) أنّهما قالا: «هم رجال ونسَاء کانوا على عهد رسول الله(صلى الله علیه وآله) مشهورین بالزنا، فنهى الله عن اُولئک الرجال والنساء، والناس على تلک المنزلة، فمن شهر بشیء من ذلک وأقیم علیه الحدّ فلا تزوجوه حتى تعرف توبته»(4).

ولا بدّ أن نذکّر أنّ العدید من الأحکام جاء جملا خبریة. ولا ضرورة لأن تکون إنشائیةً آمرةً ناهیةً.

والجدیرُ بالإنتبَاهِ أَنَّ المشرکین کانوا یعطفون على الزُناةُ، وهذا یکشِفُ عن أنَّ الزّنا والشِّرکَ صنوانِ. قال الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) «لا یزنی الزانی حین یزنی وهو مؤمن، ولا یسرق السارق حین یسرق وهو مؤمن، فإنه إذا فعل ذلک خلع عنه الإیمان کخلع القمیص».(5)


1. لسان العرب، ج 4، مادة «سور».
2. التّفسیر الکبیر، ج 23، ص 148.
3. تفسیر مجمع البیان، ج 7، ص 125، ذیل الآیة مورد البحث وتفسیر القرطبی فی تفسیره لهذه الآیة، حیث رویا هذا الحدیث.
4. تفسیر مجمع البیان، ج 7، ص 125، ذیل الآیة مورد البحث.
5. الاصول الکافی، ج 2، ص 32 (المطبعة دارالکتب الإسلامیة عام 1388). حسبما نقله تفسیر نورالثقلین، ج 3، ص 571.
سورة النّور / الآیة 1 ـ 3 1ـ الحالات التی یعدم فیها الزانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma